الفقه

أحكام الأيمان في الإسلام

الأيمان جمع يمين وهو الحلف والقسم، فهذه الأيمان لها أحكامها التي يجب على المسلم أن يكون على معرفة بها حتى لا يقع فيما يغضب الله.

الدليل على الأيمان

قال الله: (لَّا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ ‌بِٱللَّغۡوِ ‌فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٞ)

وقال الله: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ ‌بِٱللَّغۡوِ ‌فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَۖ فَكَفَّٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ

فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖۚ ذَٰلِكَ كَفَّٰرَةُ أَيۡمَٰنِكُمۡ إِذَا حَلَفۡتُمۡۚ وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ).

أقسام الأيمان

الأيمان التي يقسم بها الإنسان ثلاثة:

الأول: يمين اللغو، وهو لا يعتد به ولا يؤاخذ الإنسان عليه، وهو اليمين الذي يجري على اللسان في الحديث من أجل أن يؤكد كلامه، كقول القائل: لا والله وبلى والله.

وقيل: هو القسم الذي يخرج من الإنسان أثناء غضبه حيث سيطر الغضب عليه واصبح لا يدري ماذا يقول.

وقيل: يمين اللغو يدخل فيه قسم الإنسان على شيء يظن أنه صحيح ثم يتبين له أنه أخطأ في قسمه.

وهذا النوع من اليمين لا كفارة فيه

الثاني: من يقسم على أمر غير محرم ولا مكروه ثم يتبين له ما هو أفضل فيخالف ما أقسم عليه ثم يكفر عن يمينه الذي وقع فيه.

الثالث: اليمين الغموس وهو أن يقسم كاذبا متعمدا من أجل خداع الناس فهذا إثم عظيم وليس فيه كفارة إنما يجب التوبة منه.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ‌اقتطع ‌حق ‌امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة،

فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال: وإن قضيبا من أراك)[مسلم]

حكم اليمين الغموس

اليمين الذي يتعمد فيه صاحبه الكذب هو يمين غموس يغمس صاحبه في النار؛ لأنه من الكبائر، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال:

جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: (الإشراك بالله). قال: ثم ماذا؟ قال: (ثم عقوق الوالدين).

قال: ثم ماذا؟ قال: (ثم عقوق الوالدين). قال: ثم ماذا؟ قال: (‌اليمين ‌الغموس). قلت: وما ‌اليمين ‌الغموس؟ قال: (الذي يقتطع مال امرئ مسلم، هو فيها كاذب)[البخاري]

حكم من حلف على يمين ورأى غير خيرا منها؟

فمن رأى أن اليمين الذي حلفه سيحرمه خيرا كثيرا فأراد أن يلغيه فعليه أن يكفر عن هذا اليمين؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا حلف أحدكم على اليمين، فرأى خيرا منها فليكفرها ‌وليأت ‌الذي ‌هو ‌خير)[مسلم]

الحلف لا يكون إلا بالله

لا يجوز للمسلم أن يحلف إلا بالله باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌من ‌كان ‌حالفا فليحلف بالله أو ليصمت)البخاري

عن سعد بن عبيدة، قال: سمع ابن عمر، رجلا يحلف: لا والكعبة، فقال له ابن عمر:

إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (‌من ‌حلف ‌بغير ‌الله فقد أشرك)[أبو داود]

كفارة اليمين

الكفارة مأخوذ من الكَفر وهو الستر والتغطية، ثم صارت تطلق على الأعمال التي تمحوا الذنوب، وكفارة اليمين لمن حنث فيه واحد من أمور:

1 – إطعام عشرة مساكين، ويكون بإطعام الواحد منهم وجبة مشبعة لا هي من أجود طعامه ولا من أردئه، وإنما من أوسط طعامه،

ومن الأئمة من قال بإطعام الواحد وجبتين، وإجاز الإمام أبو حنيفة أن يطعم مسكينا واحدا عشرة أيام.

2 – كسوة عشرة مساكين، وهذه الكسوة تختلف باختلاف البلاد والعادات، فتكون الكسوة من غالب ما يلبسه الناس في زمانه ولا يكون من الأردأ ولا من الأجود.

3 – تحرير رقبة، أي يعتق عبدا أو أمة .

4 – فمن عجز عن واحد من الثلاثة أمور السابقة فعليه صيام ثلاثة أيام ولا يشترط التتابع فيها عند الشافعي.

أقسام اليمين بحسب غايتها

ينقسم اليمين بحسب غايته إلى قسمين منها:

الأول: يمين تؤكد الخبر سواء كان ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا، بالنفي أو بالإثبات، واليمين التي تطابق الواقع تسمى باليمين الصادقة.

قال الله: (‌زَعَمَ ‌ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ).

فهنا أمر الله نبيه أن يقسم بأن الله سيبعثهم يوم القيامة ثم يحاسبون على أعمالهم.

وأما اليمين التي تخالف الواقع وصاحبها يعلم بها تسمى باليمين الغموس، والتي تخالف الواقع لكن صاحبها لم يكن على علم بذلك فهي ليست كاذبة ولا غموس وإنما تكون لغوا.

فذكر الله عن المنافقين أيمانهم فقال: (وَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ ‌إِنَّهُمۡ ‌لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَٰكِنَّهُمۡ قَوۡمٞ يَفۡرَقُونَ)

الثاني: اليمين المؤكدة للإنشاء، وهو حمل الحالف نفسه أو غيره على فعل شيء أو الامتناع عن فعل شيء، كأن يقول والله لأفعلن كذا أو لتفعلن كذا، وهذه تسمى باليمين المنعقدة أي لازمة متى تمت شروطها.

مواضيع ذات صلة