الإخلاص شرط في قبول الأعمال

إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا له وابتغي به وجهه، فالمسلم مطلوب منه إذا عمل عملا أن يراقب اتجاه قلبه فإن كان لغير الله غير مساره بحيث لا يتجه إلا لله.

الدليل على وجوب الإخلاص

قال الله: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).

إخلاص النية في الأعمال

وأمرنا القرآن ألا نعمل شيئا من الأعمال من أجل عرض من الدنيا، بل لابد وأن يخلص المرء نيته لله، فلا يقصد بهذا العمل غيره، قال الله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورً).

وقال الله: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى).

فقد يدرك المرء بصلاح نيته إذا عجز عن أداء العمل درجة العاملين، فالله قد يرفع الإنسان الحريص على الإصلاح إلى درجة المصلحين، والحريص على الجهاد إلى درجة المجاهدين.

فضيلة الإخلاص

ففي غزوة العسرة تقدم رجال يريدون أن يجاهدوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فطلبوا منه أن يحملهم معه لكن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لم يكن معه ما يحملهم عليه فاعتذر لهم، فعادوا وهم يبكون،

فقال الله في شأنهم: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ).

وقال النبي –صلى الله عليه وسلم- عن هؤلاء وهو يسير بالجيش المجاهد معه: (إن أقواما بالمدينة خلفنا، ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه، حبسهم العذر)[البخاري].

اقتران العمل الصالح بالنية السيئة

إن اقتران العبادة أو العمل الصالح بالنية السيئة يقلبها من كونها قربة لله إلى معصية تستوجب العقاب، فالرياء إذا خالط الصلاة حولها لمعصية، قال الله: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ).

ولا يقبل الله الصدقة من العبد إلا إذا كان قلبه خالصا لربه، فإذا كانت للرياء والمفاخرة أو كانت متبوعة بالمن والأذى وبذاءة اللسان كانت عملا باطلا لا يقبله الله،

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

الإخلاص في العمل نجاة

فإذا أخلص العبد قلبه لربه لن يكون فيه متسع لغير الله، فلن يغريه بريق المال، ولن يرهبه إرهاب الظالمين، لقد علمنا سحرة فرعون كيف يكون الإيمان بالله حينما حقروا إرهاب فرعون لهم، وداسوا المال بأرجلهم،

قال تعالى: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى).

Exit mobile version