الصلاة

تعرف على فضل صلاة الجمعة وعقاب تاركها ووقتها

بين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من فضائل صلاة الجمعة، وبين عقاب من يتركها متهاونا بشأنها غير مبال بأمرها.

الجمعة تكفر الذنوب

من فضل الله بعباده أنه جعل الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة مكفرات للذنوب الصغائر لكن بشرط أن يجتنب صاحبها الكبائر.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (الصَّلَاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ)[مسلم]

واشترط النبي -صلى الله عليه وسلم- اجتناب الكبائر من أجل أن تكون تلك الأعمال الصالحة مكفرة للصغائر ورد في قول الله أيضا حيث قال الله:

(‌إِن ‌تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا).

وتكفير الذنوب هذا بالنسبة للذنوب المتعلقة بحقوق الله، أما الذنوب المتعلقة بحقوق العباد فيجب أداءها لهم برد المظالم لأهلها.

أما الذنوب الكبائر فهذه تحتاج للتوبة منها، ومن شروط التوبة الندم على فعلها والعزم على عدم العود إليها مرة أخرى.

عقاب تارك الجمعة

لقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يستحقه هؤلاء الذين يتركون الجمعات فقال لقوم يتخلفون عن الجمعة:

(لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ)[مسلم]

تعرف على فضل صلاة الجمعة وعقاب تاركها ووقتها

التخلف عن الجمعة تخلف عن الجنة

عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (احْضُرُوا الْجُمُعَةَ، وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجُمُعَةِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِهَا)[أحمد]

عقوبة من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها

من ترك ثلاث جمع متهاونا بأمرها ختم الله على قلبه، والختم على القلب معناه أن يكون في القلب جفاء وقسوة وحرمه الله أنواره.

عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ)[أبو داود]

قال ابن تيمية: ” فإذا كان طبع على قلب من ترك الجمع وإن صلى الظهر فكيف بمن لا يصلي ظهرًا ولا جمعةً ولا فريضةً ولا نافلةً،

ولا يتطهر للصلاة لا الطهارة الكبرى ولا الصغرى، فهذا لو كان قبل مؤمنًا وكان قد طبع على قلبه كان كافرًا مرتدًا بما تركه ولم يعتقد وجوبه من هذه الفرائض،

وإن اعتقد أنه مؤمن كان كافرًا مرتدًا فكيف يعتقد أنه من أولياء الله المتقين”[مجموع الفتاوى]

وقت صلاة الجمعة

وقت صلاة الجمعة يكون عندما تزول الشمس عن كبد السماء بعد استوائها في قائم الظهيرة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي الجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ)[البخاري]

التبكير بالجمعة

كان من عادتهم أنهم إذا اشتد الحر يقيلون أي ينامون وقت الظهيرة ثم يصلون الظهر، لكنهم في الجمعة كانوا يأتون بها أولا في أول الوقت ثم يقيلون، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (كُنَّا نُبَكِّرُ بِالْجُمُعَةِ وَنَقِيلُ بَعْدَ الجُمُعَةِ)[البخاري]

“المعنى: أنهم كانوا يبدءون بالصلاة قبل القيلولة بخلاف ما جرت به عادتهم في صلاة الظهر في الحر، فإنهم كانوا يقيلون ثم يصلون لمشروعية الإبراد “[فتح الباري لابن حجر]

الإبراد بالصلاة

الإبراد بالصلاة معناه إذا اشتد الحر في وقت الظهر يؤخرونها عن وقتها حتى تهدأ شدة الحر، عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قال:

(كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا اشْتَدَّ البَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلاَةِ، وَإِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلاَةِ)،  يَعْنِي الجُمُعَةَ.[البخاري]

قال الصنعاني: “(كان إذا اشتد البرد بكَّر بالصلاة)أتى بها في أول وقتها، وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر به والمراد صلاة الظهر .

(وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة)أخرها إلى أن يصير للحيطان ظل يمشي فيه قاصد الجماعة “[التنوير شرح الجامع الصغير]

الإتيان بالجمعة في أول الوقت

الواضح من الأحاديث الوادرة في صلاة الجمعة أنهم كانوا يأتون بها في أول وقتها ولا يؤخرونها من أجل الإبراد كصلاة الظهر.

عن سلمة بن الأكوع وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ قَالَ: (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجُمُعَةَ ثُمَّ نَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ نَسْتَظِلُّ فِيهِ)البخاري

وعَنْ سَهْلٍ قَالَ: (مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ “، زَادَ ابْنُ حُجْرٍ: فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-)[مسلم]

“قال القاضي: وروي في هذا أشياء عن الصحابة لا يصح منها شيء إلا ما عليه الجمهور. وحمل الجمهور هذه الأحاديث على المبالغة في تعجيلها،

وأنهم كانوا يؤخرون الغداء والقيلولة في هذا اليوم إلى ما بعد صلاة الجمعة ؛ لأنهم ندبوا إلى التبكير إليها، فلو اشتغلوا بشيء من ذلك قبلها خافوا فوتها أو فوت التبكير إليها .

وقوله: “نتتبع الفيء” إنما كان ذلك لشدة التبكير وقصر حيطانه، وفيه تصريح بأنه كان قد صار فيء يسير.

وقوله: “وما نجد فيئا نستظل به” موافق لهذا، فإنه لم ينف الفيء من أصله وإنما نفى ما يستظل به، وهذا مع قصر الحيطان ظاهر في أن الصلاة كانت بعد الزوال متصلة به”[شرح النووي على مسلم]

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة