سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي، وأمه فاطمة بنت بعجة، وهو ابن عم عمر بن الخطاب وصهره فكان زوجا لأخته فاطمة.
إسلام سعيد بن زيد
كان سعيد بن زيد قديم الإسلام فقد أسلم قبل عمر، وبسببه هو وزوجته فاطمة أخت عمر أسلم عمر بن الخطاب.
لما علم عمر أن أخته وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما أتى إليهما فبطش بزوج أخته سعيد وبرك عليه ثم جاءت أخته لتدفعه عن زوجها فضربها فشجها حتى سال منها الدم.
عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال في مسجد الكوفة: والله لقد رأيتني، وإن عمر لموثقي على الإسلام، قبل أن يسلم عمر، ولو أن أحدا ارفض للذي صنعتم بعثمان لكان.[البخاري]
والد سعيد بن زيد
كان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل يطلب دين الحنيفية دين إبراهيم -عليه السلام- قبل أن يبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان لا يذبح للأنصاب ولا يأكل الميتة والدم.
ومن خبره: في ذلك أنه خرج في الجاهلية يطلب الدين هو ورقة بن نوفل، فلقيا اليهود، فعرضت عليهما يهود دينهم، فتهود ورقة، ثم لقيا النصارى فعرضوا عليهما دينهم، فترك ورقة اليهودية وتنصر.
وأبي زيد بن عمرو أن يأتي شيئا من ذلك، وقال: ما هذا إلا كدين قومنا، تشركون ويشركون، ولكنكم عندكم من الله ذكر ولا ذكر عندهم.
فقال له راهب: إنك لتطلب دينا ما هو على الأرض اليوم. فقال: وما هو؟ قال: دين إبراهيم. قال: وما كان عليه إبراهيم؟
قال: كان يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويصلي إلى الكعبة. فكان زيد على ذلك حتى مات. الاستيعاب
وعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي الوحي،
فقدمت إلى النبي سفرة فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه)[البخاري]
هجرة سعيد بن زيد
كان سعيد من المهاجرين الأولين فقد هاجر هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب، ولم يشهد بدرا لأنه كان غائبا بالشام فقد أرسله رسول الله هو وطلحة بن عبيد الله يتجسسان الأخبار ثم رجعا إلى المدينة بعد غزوة بدر، فضرب له رسول الله بسهمه وأجرته هو وطلحة، وشهد بعد ذلك المشاهد مع رسول الله.
سعيد بن زيد من العشرة المبشرين
كان سعيد بن زيد أحد العشرة المشهود لهم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، فعن عبد الرحمن بن الأخنس، أنه كان في المسجد فذكر رجل عليا -عليه السلام- فقام سعيد بن زيد فقال:
أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أني سمعته وهو يقول: (عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، ولو شئت لسميت العاشر)
قال: فقالوا: من هو؟ فسكت. قال: فقالوا: من هو؟ فقال: (هو سعيد بن زيد)[أبو داود]
سعيد بن زيد يبيع سبايا بني قريظة
لما قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- أموال بني قريظة جعل للفارس ثلاثة أسهم: سهمان للفرس وسهم للراكب، وكانت الخيل يومئذ ستا وثلاثين.
فبعث رسول الله سعيد بن زيد بسبايا بني قريظة إلى نجد فاشترى بها خيلا وسلاحا ليزيد في قوة المسلمين الحربية.
سعيد بن زيد مستجاب الدعوة
ادعت أروى بنت أويس أن سعيد بن زيد أخذ منها أرضها وذهبت لمراون بن الحكم تشتكي له، فترك لها سعيد ما طلبته لكن دعا عليها فأصابتها دعوته.
عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن أروى خاصمته في بعض داره، فقال: دعوها وإياها، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
(من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه، طوقه في سبع أرضين يوم القيامة). اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها، واجعل قبرها في دارها.
قال: فرأيتها عمياء تلتمس الجدر، تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد، فبينما هي تمشي في الدار، مرت على بئر في الدار فوقعت فيها فكانت قبرها.مسلم
حتى كان من دعاء أهل المدينة إذا دعى بعضهم على بعض أن يقولوا: “أعماك الله كما أعمى أروى”.
من ورى عنه من الصحابة والتابعين
كان سعيد بن زيد من فضلاء الصحابة وقد شهد اليرموك وفتح الشام، وقد روى عنه أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة:
عبد الله بن عمر، وعمرو بن حريث، وأبو الطفيل، ورى عنه من كبار التابعين: أبو عثمان النهدي وابن المسيب وقيس بن أبي حازم وغيرهم.
وفاة سعيد بن زيد
توفي سعيد بن زيد بأرضه بالعقيق فخرج إليه عبد الله بن عمر فغسله، ودفن بالمدينة في زمن معاوية بن أبي سفيان سنة خمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة.