سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة

هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب، القرشي ويكنى بأبي إسحاق، وهو من العشرة المبشرين بالجنة.

إسلام سعد بن أبي وقاص

كان سعد بن أبي وقاص سابع سبعة في الإسلام، فقد أسلم بعد ستة، وقد أسلم وهو ابن تسع عشرة سنة.

عن أَبِي عثمان النهدي، أن ‌سعد ‌بْن ‌أَبِي ‌وقاص، قال: نزلت هذه الآية في (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).

قال: كنت رجلًا برا بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الدين الذي أحدثت؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي.

فقال: لا تفعلي يا أمه، فإني لا أدع ديني، قال: فمكثت يومًا وليلة لا تأكل، فأصبحت وقد جهدت، فقلت: والله لو كانت لك ألف نفس، فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيء.

فلما رأت ذلك أكلت وشربت، فأنزل اللَّه هذه الآية

فضائل سعد بن أبي وقاص

شهد غزوة بدر والحديبية وسائر المشاهد بعد ذلك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أحد الستة الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

سعد كان مجاب الدعوة

كان معروفا عند الصحابة أن سعد بن أبي وقاص مجاب الدعوة لا يشك في إجابته؛ وذلك لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا له بذلك فقال: (اللهم ‌سدد ‌سهمه وأجب دعوته).

كان سعد بن أبي وقاص أميرا على الكوفة فشكاه أهلها ورموه بالباطل، فدعا على الذي واجهه بالكذب عليه دعوة ظهرت فيها إجابته. وقد عزله عمر عن الكوفة بعد شكوى الناس ثم أعاده مرة ثانية. ثم عزله ثانيا.

وقد قيل: إن عمر لما أراد أن يعيد سعدا على الكوفة أبى عليه وقال: أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن أن أصلي! فتركه.

فلما طعن عمر جعله أحد أهل الشورى. وقال: إن وليها سعد فذاك وإلا فليستعن به الوالي، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.

سعد أول من رمى بسهم في سبيل الله

عن قيس قال: سمعت سعدا -رضي الله عنه- يقول: إني لأول العرب رمى ‌بسهم ‌في ‌سبيل ‌الله، وكنا نغزو مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وما لنا طعام إلا ورق الشجر،

حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة، ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام؟ لقد خبت إذا وضل عملي. وكانوا وشوا بي إلى عمر، قالوا: لا يحسن يصلي.البخاري

يتكلم سعد بن أبي وقاص عن بني أسد الذين يعيبون عليه صلاته وتعيره بأنه لا يحسن الصلاة ثم يقول: لقد خبت وخسرت إن احتجت لتعليم هؤلاء.

جمع النبي له أبويه

عن علي -رضي الله عنه- قال: ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يفدي رجلا بعد سعد، سمعته يقول: (‌ارم ‌فداك أبي وأمي)البخاري

وهذا معناه إظهار كامل البر والحمية وليس المراد تقديم المخاطب على الوالدين والمعنى أنه يفيده بما يفدي به والديه.

وصية النبي لسعد

عن سعد بن أبي وقاص قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعودني عام حجة الوداع، من وجع اشتد بي،

فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قلت: بالشطر؟ فقال: (لا).

ثم قال: (الثلث والثلث كبير، أو كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس،

وإنك لن تنفق نفقة تتبغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في في امرأتك). فقلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟

قال: (إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة، ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون،

اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة). يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة.البخاري

كان مرض سعد بن أبي وقاص بمكة، وكان سؤال سعد للنبي قبل أن يهاجر رسول الله، فسأل سعد النبي أن يأذن له بإنفاق ماله فلم يأذن له إلا في حدود الثلث،

وبين له فضيلة الإنفاق على الأهل، وقال سعد للنبي هل أبقى في مكة وتنصرف أنت مع أصحابك من المهاجرين،

فأخبره رسول الله أنه لن يبقى بمكة ولعل الله أن يطيل في عمره فينتفع به أناس وكان هذا من الغيبيات التي أخبر عنها رسول الله حيث طال عمره وانتفع به أناس كثيرون بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-

ثم دعا رسول الله بأن يتم الله أمر الهجرة لأصحابه، ثم رق رسول الله وترحم على سعد بن خولة لأنه مات بمكة.

شجاعة سعد

كان سعد بن أبي وقاص هو أحد الفرسان الشجعان الذين كانوا يحرسون رسول الله في مغازيه،.

وهو الذي كوف الكوفة ولقي الأعاجم، وتولى قتال فارس، فقد جعله عمر أميرا على ذلك، ففتح الله على يده أكثر فارس، وهو الذي فتح القادسية وغيرها.

موقف سعد من الفتنة

كان سعد بن أبي وقاص من الذين اعتزلوا الفتنة ولزم بيته، وأمر أهله ألا يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع الأمة على إمام.

وفاة سعد بن أبي وقاص

مات سعد بن أبي وقاص بالعقيق في قصره على عشرة أميال من المدينة وحمل إلى المدينة على الأعناق ودفن بالبقيع وصلى عليه مروان بن الحكم، وكانت وفاته سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة.

ولما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف، فقال: كفنوني فيها، فإني كنت لقيت المشركين فيهما يَوْم بدر، وهي علي، وَإِنما كنت أخبؤها لهذا.

Exit mobile version