العقيدة الإسلامية

الإيمان بالملائكة وأسماؤهم وصفاتهم وأعمالهم

من أركان الإيمان أن يؤمن المرء بوجود الملائكة الذين هم خلق من خلق الله تعالى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سأله جبريل عن الإيمان: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)[مسلم].

الملائكة أجسام نورانية

الملائكة أجسام نورانية لطيفة قادرة على التشكل بأشكال حسنة، وهم خلق من عباد الله مأمورون مكلفون لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة، والموت جائز عليهم.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم)[مسلم].

الملائكة لا يأكلون ولا يشربون

من صفات الملائكة أنهم لا يأكلون ولا يشربون وإنما هم منزهون عن تلك الشهوات الحيوانية كالطعام والشراب والجماع، قال الله: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ)

قدرة الملائكة على التشكل بأشكال حسنة

أعطى الله الملائكة القدرة على التشكل بالأشكال الحسنة، فقد جاءوا إلى لوط في صورة شبان حسان الوجوه، قال الله: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ).

وجاء جبريل -عليه السلام- لمريم في صورة بشر ليبشرها بعيسى قال الله: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا)

الملائكة لهم أجنحة

من أوصاف أجسام الملائكة أنهم ذوات أجنحة منهم من له جناحان، ومنهم له أكثر من ذلك، قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

الملائكة لهم أحجام عظيمة

خلق الله الملائكة وجعل لهم أحجاما تختلف تماما عن أحجام البشر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يذكر رؤيته لجبريل: (إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض)[مسلم].

خلق الله الملائكة قبل خلق آدم

الملائكة خلقهم الله قبل أن يخلق آدم -عليه السلام- والدليل على ذلك أن الله أخبرهم عن آدم قبل خلقه فقال: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

ثم أمر الله ملائكته بالسجود لآدم سجود تحية قال: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)

الأماكن التي لا تدخلها الملائكة

من الأماكن التي لا تدخلها الملائكة هي الأماكن التي يكون فيها كلب أو تصاوير، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تصاوير)[البخاري].

الملائكة مفطورون على طاعة الله

فطر الملائكة على عبادته وطاعته فلا يصدر منهم إلا الطاعة، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).

وقد اصطفى الله من الملائكة رسلا ليبلغوا الوحي إلى أنبيائه ورسله، قال الله تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).

ويشترك الملائكة مع الإنس والجن في عبادة الله وطاعته، لكنهم في طاعة دائمة ليلا ونهارا، قال الله: (وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ)، وقال الله: (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).

حملة العرش

الملائكة لهم أعمال كثيرة ومتنوعة فهناك طوائف منهم لهم وظائف خاصة وهناك أفراد منهم لهم أعمال يقومون بها دون غيرهم.

من ملائكة الله مَن وظيفتهم حمل العرش، قال الله: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).

الحافين من حول العرش

هناك الملائكة الحافين حول العرش ويسمون بالكروبيين، ذكرهم الله في كتابه فقال: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

وحملة العرش لهم أحجام هائلة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام)[أبو داود].

جبريل رسول الوحي

جبريل من الملائكة الموكلين بإنزال الوحي على أنبياء الله ورسله، وقد وردت تسميته في القرآن بعدة أسماء منها:

1 – الروح الأمين، قال الله: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ).

2 – الروح القدس قال الله: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ).

3 – الرسول الكريم قال الله: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ).

4 – وسماه الله جبريل فقال: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)

قال ابن مسعود في تفسير قول الله تعالى: (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- رأى جبريل له ستمائة جناح.[البخاري]

إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور

إسرافيل -عليه السلام- ملك من ملائكة الله موكل بالنفخ في الصور، وهما نفختان: نفخة يصعق فيها كل من في السماوات والأرض، ونفخة الإحياء بعدها يخرج الناس من قبورهم، ذكر الله نفختي الصعق والإحياء فقال:

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)

ملك الموت

إن لملك الموت أعوانا من الملائكة يساعدونه في إخراج روح العبد من أعضاء الجسد، ثم يتولى ملك الموت إخراج الروح من الحلقوم، وكل ذلك يكون بعد أمر الله لهم.

لذلك نجد آيات القرآن تنسب الموت لله تارة باعتباره الآمر، وتارة تنسب الموت لأعوان ملك الموت باعتبار أنهم يتولون إخراج الروح من الأعضاء، وتارة تنسب لملك الموت باعتبار أنه من يتولى قبض الروح من الحلق.

قال الله: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا)، وقال الله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)، وقال تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)

مواضيع ذات صلة