تعرف على عبد الرحمن بن عوف صاحب النبي

عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف القرشي كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فسماه رسول الله عبد الرحمن، وأمه الشفاء.

مولد عبد الرحمن بن عوف وإسلامه

ولد عبد الرحمن بن عوف بعد عام الفيل بعشر سنين، وأسلم قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم وهو أحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر.

صفة عبد الرحمن بن عوف

كان عبد الرحمن بن عوف رجلا طويلا أبيض مشربا بحمرة حسن الوجه رقيق البشرة لا يغير لحيته ولا رأسه.

عمل عبد الرحمن بن عوف

كان عبد الرحمن بن عوف من التجار المجتهدين في التجارة، كسب الكثير من المال وترك ألف بعير وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا فكان يدخل منه قوت أهله سنة.

عن أم سلمة قالت: دخل عليها عبد الرحمن بن عوف. فقال: يا أمه، قد خشيت أن يهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريش كلهم مالا.

قالت: يا بني، تصدق، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه).

فخرج عبد الرحمن، فلقي عمر فأخبره بما قالت أم سلمة، فدخل عليها فقال لها: بالله منهم أنا؟ قالت: لا. ولن أقول لأحد بعدك.

هجرة عبد الرحمن بن عوف

هاجر عبد الرحمن بن عوف الهجرتين فقد هاجر إلى الحبشة ثم قدم من الحبشة قبل الهجر للمدينة ثم هاجر إلى المدينة، وآخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع.

مشاهد عبد الرحمن بن عوف

شهد عبد الرحمن بن عوف المشاهد كلها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله.

وجرح في يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح في رجله وسقطت ثنيتاه فكان أهتم، وبعثه رسول الله إلى دومة الجندل ووضع عليه العمامة بيده،وقال له: سر باسم الله.

وأذن له أن يتزوّج بنت ملكهم الأصبغ بن ثعلبة الكلبي، ففتح عليه، فتزوّجها وهي تماضر أم ابنه أبي سلمة.

فضائل عبد الرحمن بن عوف

كان عبد الرحمن بن عوف من العشرة المبشرين بالجنة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة، وهو أحد الستة الذين اختارهم عمر لتكون الشورى فيهم لاختيار خليفة منهم وأخبر أن رسول الله توفي وهو عنهم راض.

وصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفرة سافرها ركعة من صلاة الصبح.

عن المغيرة قال: (تخلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتخلفت معه، فلما قضى حاجته قال: أمعك ماء؟

فأتيته بمطهرة فغسل كفيه ووجهه، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم الجبة، فأخرج يده من تحت الجبة وألقى الجبة على منكبيه وغسل ذراعيه، ومسح بناصيته وعلى العمامة وعلى خفيه،

ثم ركب وركبت فانتهينا إلى القوم، وقد قاموا في الصلاة يصلي بهم ‌عبد ‌الرحمن ‌بن ‌عوف، وقد ركع بهم ركعة،

فلما أحس بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب يتأخر، فأومأ إليه فصلى بهم، فلما سلم قام النبي -صلى الله عليه وسلم- وقمت، فركعنا الركعة التي سبقتنا)[مسلم]

وكان عبد الرحمن بن عوف أمينا على زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج بهن ويحج معهن.

وقال عمر: عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين.

دعاء النبي لعبد الرحمن عند زواجه

لما تزوج عبد الرحمن بن عوف رأى رسول الله عليه أثر صفرة فسأله رسول الله فأخبره بأنه قد تزوج فسأله عن صداقه ثم دعا له بالبركة.

عن ‌أنس بن مالك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى على ‌عبد ‌الرحمن ‌بن ‌عوف أثر صفرة، فقال: ما هذا؟

قال: يا رسول الله، إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب، قال: فبارك الله لك، أولم ولو بشاة)[مسلم]

إنفاقه في سبيل الله

كان عبد الرحمن بن عوف كثير الإنفاق للمال في سبيل الله، قال الزهري: تصدّق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلّم- بشطر ماله،

ثم تصدق بعد بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل اللَّه وخمسمائة راحلة، وكان أكثر ماله من التجارة وقيل: إنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا.

وفاة عبد الرحمن بن عوف

لما حضرت عبد الرحمن بن عوف الوفاة بكى فسئل عن سبب بكائه فقال: إن مصعب بن عمير كان خيرا مني توفي على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن له ما يكفن فيه،

وإن حمزة ابن عبد المطلب كان خيرا مني لم نجد له كفنا، وإني أخشى أن أكون ممن عجلت له طيباته في حياة الدنيا، وأخشى أن أحتبس عن أصحابي بكثرة مالي.

أوصى قبل موته بخمسين ألف دينار في سبيل الله. فتوفي -رضي الله عنه- سنة إحدى وثلاثين، وهوابن اثنتين وسبعين سنة بالمدينة ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان.

ومن طريق الزهري أن عبد الرحمن بن عوف أوصى لكل من شهد بدرا بأربعمائة دينار، فكانوا مائة رجل.

Exit mobile version