هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
نسب الزبير من النبي
كان الزبير ابن عمة النبي -صلى الله عليه وسلم- صفية، وهو ابن أخى خديجدة بنت خويلد زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت أمه تكنيه أبا الطاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب، واكتنى هو بابنه عبد الله.
إسلام الزبير بن العوام
أسلم الزبير بن العوام وهو ابن خمس عشرة سنة، وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر بيسير، فكان رابعا أو خامسا في الإسلام.
قال أبو الأسود: كان عم الزبير يعلقه في حصير ويدخن عليه ليرجع إلى الكفر فيقول: لا أكفر أبدا.
فقد روي أن العوام لما مات تولى أمر الزبير عمه نوفل بن خويلد وكانت صفية تضربه وهو صغير وتغلظ عليه فعاتبها وقال: ما هكذا يضرب الولد إنك لتضربينه ضرب مبغضة فأجابته بقولها:
من قال إنّي أبغضه فقد كذب … وإنّما أضربه لكي يلب
ويهزم الجيش ويأتي بالسّلب … ولا يكن لماله خبأ مخب
يأكل في البيت من تمر وحب.
صفة الزبير
كان الزبير رجلا أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية.
هجرة الزبير بن العوام
هاجر الزبير بن العوام إلى الحبشة مع من هاجروا، وهاجر إلى المدينة.
أبناء الزبير بن العوام
كان للزبير بن العوام من الولد عشرة وهم: عبد الله، وعروة، ومصعب، والمنذر ، وعمر، وعبيدة، وجعفر، وعمير، وحمزة.
عمل الزبير
كان الزبير تاجرا مجتهدا في تجارته، متفوقا على أقرانه، فقيل له يوما: بم أدركت في التجارة ما أدركت؟ فقال: إني لم أشتر غيبا، ولم أرد ربحا، والله يبارك لمن يشاء.
مال الزبير
عن كعب، قال: كان للزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فما كان يدخل بيته منها درهما واحدا، يعني أنه يتصدق بذلك كله، وفضله حسان على جميعهم، كما فضل أبو هريرة على الصحابة أجمعين جعفر بن أبى طالب.
مشاهد الزبير
شهد الزبير بن العوام المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فشهد أحدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، والفتح، وحنينًا، والطائف، وشهد فتح مصر.
فضائل الزبير بن العوام
كان الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله، وكان سبب ذلك أن المسلمين لما كانوا مع النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة، وقع الخبر أن النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أخذه الكفار، فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه، والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأعلى مكة، فقال له:
(ما لك يا زبير؟) قال: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودعا له ولسيفه.
ولم يتخلف الزبير بن العوام عن غزوة من الغزوات مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وآخى رسول الله بينه وبين عبد الله بن مسعود في مكة، فلما قدم المهاجرون المدينة آخى رسول الله بينه وبين سلمة بن سلامة.
الزبير هو حواري رسول الله
عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الزبير ابن عمتي، وحواري من أمتي)أحمد
وعن جابر بن عبد الله قال: ندب النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، فقال:
(لكل نبي حواري، وحواري الزبير)البخاري
الحواري هو الصاحب المستخلص، والحواريون كلهم من قريش وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وحمزة، وجعفر، وأبو عبيدة الجراح، وعثمان بن مظعون، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، وطلحة، والزبير.
الزبير من أهل الشورى
وكان الزبير من الستة الذين ترك عمر فيهم الأمر شورى لاختيار خليفة من بعده وقال عنهم: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض.
والزبير من العشرة المبشرين بالجنة
وعن أبي إسحاق السبيعي قال: سألت مجلسا فيه أكثر من عشرين رجلا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من كان أكرم الناس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا: الزبير، وعلى ابن أبي طالب.
من أوصى للزبير من الصحابة
قال هشام بْن عروة: أوصى إِلَى الزبير سبعة من أصحاب النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منهم: عثمان، وعبد الرحمن بْن عوف، والمقداد، وابن مسعود وغيرهم.
وكان يحفظ عَلَى أولادهم مالهم، وينفق عليهم من ماله.
موقف الزبير من موقعة الجمل
شهد الزبير بن العوام موقعة الجمل وقاتل فيها ساعة ثم انفرد به علي فذكره بقول النبي له: أما إنك ستقاتل عليا وأنت له ظالم.
فتذكر الزبير ورجع عن القتال فاتبعه ابن جرموز فقتله ثم أتى بسيفه لعلي فقال علي: إن هذا السيف طالما فرج الكرب عن رسول الله ثم قال: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
ثم قال علي: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير)أحمد
وفعل ذلك ابن جرموز لينال الحظوة عند علي لكنه لما جاء يستأذن عليه لم يأذن له وأخبر من عنده أن يبشره بالنار.
مقتل الزبير بن العوام
كان قتل الزبير بن العوام على يد ابن جرموز أثناء رجوعه من الجمل دون قتال بعد تذكير لعلي له، وكان ذلك سنة ست وثلاثين، وكان سن الزبير بن العوام يوم مات سبعا وستين سنة.