من هو طلحة بن عبيد الله صاحب النبي؟
طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي، وأمه الحضرمية اسمها الصعبة بنت عبد الله وهو من السابقين في الإسلام.
طلحة الفياض
ذكر أهل النسب أن طلحة اشترى مالا بموضع يقال له بيسان فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أنت إلا فياض فسمي طلحة الفياض.
وروي أن رسول اللَّه -صلّى اللَّه عليه وسلم- مر في غزوة ذي قرد على ماء يقال له بيسان مالح، فقال: هو نعمان، وهو طيب، فغيّر اسمه فاشتراه طلحة ثم تصدّق به.
فقال رسول اللَّه -صلّى اللَّه عليه وسلم-: (ما أنت يا طلحة إلا فيّاض)، فبذلك قيل له طلحة الفياض.
صفة طلحة بن عبيد الله
كان طلحة آدم أي أسود حسن الوجه، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط ولا بالسبط وكان لا يغير شيبه.
وقيل: كان أبيض يضرب إِلَى الحمرة، مربوعًا، إِلَى القصر أقٌرب، رحب الصدر، عريض المنكبين، إذا التفت التفت جميعًا، ضخم القدمين.أسد الغابة
إسلام طلحة بن عبيد الله
كان طلحة من السابقين إلى الإسلام، لما دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام أخذه ودخل به على رسول الله.
فلما أسلم طلحة هو وأبو بكر أخذهما نوفل بن خويلد فشدهما في حبل واحد ولم يمنعهما بنو تميم وكان نوفل أشد قريش، فلذلك كان أبو بكر وطلحة يسميان بالقرينين.
ويقال: إن سبب إسلامه ما أخرجه ابن سعد من طريق مخرمة بن سليمان، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، قال:
قال طلحة: حضرت سوق بصرى، فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم، أفيهم أحد من أهل الحرم؟
قال طلحة: نعم أنا. فقال: هل ظهر أحمد؟ قلت: من أحمد؟ قال: ابن عبد اللَّه بن عبد المطلب، هذا شهره الّذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحرّة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه.
فوقع في قلبي، فخرجت سريعا حتى قدمت مكّة فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، فخرجت حتى أتيت أبا بكر، فخرج بي إليه، فأسلمت، فأخبرته بخبر الراهب.
المؤخاة بين الزبير وطلحة
لما أسلم طلحة والزبير آخى رسول الله بينهما في مكة قبل الهجرة، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله بين طلحة وأبي أيوب الأنصاري.
سبب عدم شهود طلحة بدرا
لم يشهد طلحة بن عبيد الله معركة بدر لأنه كان بالشام في تجارة له ولم يقدم إلا بعد انتهاء المعركة ورجوع رسول الله منها.
فكلم رسول الله في سهمه فقال لك سهمك، قال: وأجري، قال وأجرك.
وقيل بل أرسله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار ثم رجعا إلى المدينة وهذا هو الأصح؛ لأنه لو كان في تجارته الخاصة لما طلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- سهما ولا أجرا، كما قال ابن الأثير في أسد الغابة
وشهد أحدا والمشاهد كلها مع رسول الله.
بطولة طلحة في أحد
كانت لطلحة بطولات في غزوة أحد وأبلى فيها بلاء حسنا حيث وقى رسول الله بنفسه، واتقى النبل عنه بيده حتى شلت إصبعه، وضرب الضربة في رأسه، وحمل رسول الله على ظهره حتى صعد الصخرة، حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أوجب طلحة)
وعن سعد بن عبادة، قال: بايع رسول اللَّه -صلّى اللَّه عليه وسلم- عصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حين انهزم المسلمون، فصبروا،
وجعلوا يبذلون نفوسهم دونه حتى قتل منهم من قتل، فعد فيمن بايع على ذلك جماعة، منهم: أبو بكر، وعمر، وطلحة، والزبير، وسعد، وسهل بن حنيف، وأبو دجانة.
فضائل طلحة
طلحة بن عبيد الله هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أحد الستة الذين اختارهم عمر لتكون الشورى فيهم لاختيار من يكون خليفة من بعده، وأخبر أن رسول الله توفي وهو عنهم راض.
وقال جابر بن عبد الله سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله)[الترمذي]
موقف طلحة من قتال علي
كان طلحة بن عبيد الله من المحاربين لعلي بن أبي طالب يوم الجمل لكن عليا دعاه فذكره بشيء من فضائله فرجع عن قتاله.
واعتزل في بعض الصفوف فرمي بسهم فقطع من رجله عرق النسا، فلم يزل دمه ينزف حتى مات، والذي قتل طلحة مروان بن الحكم وكان في حزبه.
قال الشعبي: لما قتل طلحة ورآه علي مقتولًا، جعل يمسح التراب عن وجهه، وقال عزيز علي، أبا مُحَمَّد، أن أراك مجدلًا تحت نجوم السماء ثم قال:
إِلَى اللَّه أشكو عجري وبجري، وترحم عليه، وقال: ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة، وبكى هو وأصحابه عليه.
وكانت وقعة الجمل سنة ست وثلاثين وكان عمره ستين سنة.