علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه هي فاطمة بنت أسد، وهو ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأول الناس إسلاما.
زوجة على بن أبي طالب وأبناؤه
تزوج علي بن أبي طالب من فاطمة ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيدة نساء العالمين، وأبناؤه الحسن والحسين -رضي الله عنهما- قال عنهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)ابن ماجه
مواقف علي بن أبي طالب مع النبي
لقد هاجر علي بن أبي طالب إلى المدينة بعد أن هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أبقاه رسول الله من أجل أن يرد الودائع لأهل مكة.
وشهد المشاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وجميع المشاهد إلا غزوة تبوك؛ لأن رسول الله خلفه على أهله.
علي بن أبي طالب يحمل اللواء
حمل علي بن أبي طالب اللواء في مواطن كثيرة بيده فحمل اللواء يوم بدر، ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد كان اللواء بيده.
مؤاخاة النبي لعلي
آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين علي مرتين، ففي المرة الأولى آخى رسول الله بين المهاجرين قبل الهجرة، فكان علي أخو النبي -صلى الله عليه وسلم-
وآخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة، فآخي بينه وبين علي.
علم علي بن أبي طالب
روى علي بن أبي طالب الكثير من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وروى عنه أبناؤه وعبد الله بن مسعود وابن عمر وأبو موسى الأشعري وأبو سعيد الخدري، وغيرهم كثير من الصحابة ومن التابعين.
وعن علي قال: بعثني رسول الله إلى اليمن قال: فقلت يا رسول الله تبعثني إلى قوم أسن مني وأنا حدث لا أبصر القضاء؟
قال: فوضع يده على صدري وقال: اللهم ثبت لسانه واهد قلبه، يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول،
فإنك إن فعلت ذلك تبين لك القضاء، قال: فما اختلف علي قضاء بعد أو ما اشكل علي قضاء بعد.أحمد
وقَالَ ابْنُ عَبَّاس: لقد أعطى عليّ تسعة أعشار العلم، وايم اللَّه لقد شاركهم فِي العشر العاشر.
فضائل علي بن أبي طالب
كان من فضائل علي بن أبي طالب أن رسول الله لما أراد الهجرة ترك علي بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده لأهل مكة، وأمره أن ينام على فراشه عندما أحاط المشركون ببيته يريدون قتله وأمره أن يتشح ببردته.
عن سعد بن أبي وقاص قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا، فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب، قال:
أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم.
سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي)،
وسمعته يقول يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله). قال: فتطاولنا لها، فقال:
(ادعوا لي عليا، فأتاه وبه رمد، فبصق في عينه)، فدفع الراية إليه، ففتح الله عليه، وأنزلت هذه الآية:
(فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ)،
دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: (اللهم هؤلاء أهلي)الترمذي
خلافة علي بن أبي طالب
بويع علي بالخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان، وبويع بالمدينة بمسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنة خمس وثلاثين.
وكان أول من صعد إليه المنبر فبايعه طلحة وبايعه الزبير وأصحاب النبي، لكن تخلف عن بيعته جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص وغيرهم، فلم يلزمهم علي بالبيعة.
ولما سئل عن ذلك قال: أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم ينصروا الباطل وتخلف عنه أهل الشام مع معاوية فلم يبايعوه وقاتلوه.
مقتل علي بن أبي طالب
اتفق ثلاثة نفر من الخوارج وهم: عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكر التيميمي فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب ومعاوية وعمرو بن العاص.
فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا لكم بعلي، وقال البرك أنا لكم بمعاوية، وقال عمرو بن بكر : أنا كافيكم عمرو بن العاص، فاتعدوا أن يكون ذلك في ليلة السابع عشرة من رمضان،
ثم توجه كل رجل منهم لصاحبه، فتوجه عبد الرحمن بن ملجم للكوفة فقتل عليا، ولما قتل علي بن أبي طالب غسله ابناه وعبد الله بن جعفر وصلى عليه الحسن ابنه وكبر عليه أربعا، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص دفن في السحر.
وكانت خلافة علي بن أبي طالب خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.