أبو بكر الصديق خليفة رسول الله، تعرف عليه
أبو بكر الصديق كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة فسماه رسول الله عبد الله، وهو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر، وأمه أم الخير بنت صخر.
لقب أبي بكر
كان أبو بكر يلقب بعتيق، وإنما قيل له ذلك لجماله وعتاقة وجهه، وقيل: سمي بذلك لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به.
مكانة أبي بكر في الجاهلية
كان أبو بكر الصديق له مكانته ووجاهته فكان من رؤساء قريش، وكانت تحمل إليه الديات، وكان إذا تحمل شيئا عن أحد من الناس أمضت قريش حمالته وقالوا : صدقوه وأمضوا حمالته.
أول من أسلم من الرجال
أبو بكر هو أول من أسلم من الرجال في قول طائفة من أهل العلم، وهو أول من صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
سبب تسميته بالصديق
سمي أبو بكر بالصديق لأنه بادر إلى تصديق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كل ما جاء به.
وقيل: لأنه بادر إلى تصديقه في خبر الإسراء لما أخبرته قريش به فقال: أصدقه في خبر السماء أفلا أصدقه في هذا.
من أسلم على يد أبي بكر
أسلم على يد أبي بكر الصديق عدد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم: الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف.
دفاع أبي بكر عن النبي
كان أبو بكر من أشد الناس دفاعا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضد هؤلاء المشركين الذين كانوا يتربصون برسول الله الدوائر.
عن أسماء بنت أبى بكرٍ، أنهم قالوا لها: ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
فقالت: كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما يقول في آلهتهم، فبينا هم كذلك، إذ أقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقاموا إليه بأجمعهم.
فأتى الصريخ إلى أبى بكرٍ، فقيل: أدرك صاحبك: فخرج من عندنا وإن له لغدائر أربعًا، وهو يقول: ويلكم:
(أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)، فلهوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأقبلوا على أبى بكرٍ، قالت:
فرجع إلينا أبو بكرٍ، فجعل لا يمس شيئًا من غدائره إلا جاء معه، وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام.[أبو يعلى]
إنفاقه المال في سبيل الله
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من أكثر الصحابة إنفاقا لماله في سبيل الله، فقد روي أنه كان له أربعون ألفا أنفقها كلها على رسول الله وفي سبيل الله.
لذلك لم ينس له رسول الله ذلك فكان دائما ما يذكر له هذا الفضل والصنيع فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافئه الله به يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر،
ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن صاحبكم خليل الله)[الترمذي]
هجرة أبي بكر مع النبي
لم يكن أحد من الصحابة رفيقا للنبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وهو أنيس النبي في الغار، حيث مكثا معا في الغار ثلاثة أيام، وهو المقصود من قول الله تعالى:
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ).
وعن أنس قال: حدثني أبو بكر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- في الغار، فرأيت آثار المشركين، قلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، قال: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما)[البخاري]
أبو بكر أحب الناس للنبي
صرح النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر الصديق كان من أحب الناس لقلب النبي فقال لما سأله عمرو بن العاص وقال له:
يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: (عائشة) قال: من الرجال؟ قال: (أبوها)[الترمذي]
خليل الرحمن
النبي -صلى الله عليه وسلم- هو خليل الرحمن والخلة هي المحبة الخالصة التي لا يتخللها شيء غير محبة الله.
لكن لو كان رسول الله متخذا خليلا غير الرحمن لاتخذ أبا بكر خليلا، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي)[البخاري]
أبو بكر خليفة رسول الله
لقد تولى أبو بكر الخلافة بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك في سقيفة بني ساعدة،
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال:
كنت أرجو أن يعيش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم،
فإن يك محمد -صلى الله عليه وسلم- قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به بما هدى الله محمدا -صلى الله عليه وسلم-
وإن أبا بكر صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه،
وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر. قال الزهري، عن أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ: اصعد المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامة.[البخاري]
وفاة أبي بكر الصديق
توفي أبو بكر يوم الجمعة سنة ثلاث عشرة وصلى عليه عمر بن الخطاب ، ويكون بذلك مات بعد النبي بسنتين وأشهر وهو ابن ثلاث وستين سنة.