وضع الإسلام الكثير من الآداب الإسلامية التي ينبغي على المرأة أن تلتزم بها في خارج بيتها حتى تكون مصونة عن الأذى.
تزين المرأة خارج البيت
من الأمور التي نهى الإسلام عنها هو تزين المرأة في خارج بيتها تزينا يلفت أنظار الرجال إليها، حتى ولو كانت ذاهبة لأداء العبادة في المسجد؛ ليتحقق لها الأمن من الفتنة والفساد.
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات)[أبو داود]
والمعنى ليخرجن من البيت غير متطيبات لئلا يلفتن أنظار الرجال إليهن.
ثوب المرأة فضفاض سميك
ينبغي أن يكون ثوب المرأة فضفاضا بحيث لا يجسم ولا يصف حجم أعضائها فتكون محل فتنة للرجال، وألا يكون شفافا يصف ما تحته.
وأن تغطي رأسها بخمار يستر فتحة الجيب وهو الثوب من الأعلى، فعن أم سلمة قالت: استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فقال:
(سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحب الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة)[البخاري]
وصواحب الحجر المراد بهن زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- فينبغي لهن ألا يتكاسلن عن الطاعة والاعتماد على كونهن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-
فرب كاسية في الدنيا ظاهرها الصلاح لكنها في الآخرة عارية من الحسنات، أو ربما تكون كاسية في الدنيا بثياب غير ساترة في الدنيا فتكون عقوبتها في الآخرة بالتعري.
صنفان من أهل النار
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صنفين من أهل النار فقال: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس،
ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)[مسلم]
فهذه الأصناف التي ذكرها رسول الله وبين أنها من أهل النار لم يكن قد رآها ولا ظهرت في زمانه وإنما هذا من علامات نبوته حيث أخبر عن الأمور التي تظهر فيما يستقبل من الزمان.
والمرأة المائلة هي البعيدة عن طاعة الله، والمميلة هي التي تميل غيرها عن الطاعة.
كأسنمة البخت أي التي تكبر رأسها وتعظمه حتى يكون كأسنمة البخت وهو نوع من الجمال عظيم الأسنمة، وسبب ذمه لأنه يشد أنتباه الرجال ويلفت أنظارهم وربما وقعت الفتنة والفساد بعد ذلك.
إطالة ذيل الثوب
ربما تطيل المرأة طرف ثوبها من الزيادة في التستر وهذا الذيل الذي يمس الأرض قد يصيبه شيء مما على الأرض فتكون طهارته بما يمس من الأرض بعد ذلك.
روى أبو داود في سننه عن أم سلمة أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر فقالت أم سلمة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يطهره ما بعده.
قال ابن بطال: “أنها تسحب ذيلها على أرض ندية نجسة، وقد رخص لها أن ترخيه بعد ذلك على أرض طاهرة فذلك له طهور”.
القيام بواجب التربية الصحيحة
من الأمور التي أوجبها الإسلام على الآباء القيام بواجب التربية الصحيحة للأبناء وخاصة البنت وهي صغيرة حتى تنشأ على العفة والفضيلة فلا تجد نوعا من المشقة والتعب عند الالتزام بها كبيرة، وقد جعل الإسلام في ذلك الفضل الكبير لمن يقوم بذلك تجاه بناته.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي تمرة واحدة، فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها، ثم قامت فخرجت،
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال: (من يلي من هذه النات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار)[البخاري]
وفي رواية (من بلي) من البلاء لأن الناس غالبا لا يرغبون في خلفة البنات فكان وجودهن بمثابة الاختبار من الله.
اجتناب الغيبة
ينبغي على المرأة ألا تساير الآخرين في أحاديث الغيبة التي يذكرون فيها مساوئ الآخرين، من باب التنقيص والاحتقار لهم؛
لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم قال: (ذكرك أخاك بما يكره)
قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما اقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)[مسلم]
فمن وصفت أختها بعيب فيها فقد اغتابتها، ومن وصفتها بعيب ليس فيها فقد رمتها بالزور والبهتان.
اجتناب النميمة
وكذلك يجب على المرأة أن تجتنب النميمة وهي نقل الكلام بين الناس بقصد الإيقاع بينهم؛ لأن هذا مما يحرم الإنسان من رحمة الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة نمام)[مسلم]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ينبغي على المرأة أن تكون ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بقدر طاقتها واستطاعتها، بفعلها أو قولها أو قلبها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)[مسلم]
عمل المرأة بما تعلم
ليكن العلم هو السلاح الذي تتحصن به المرأة، فإن لم ينفع العلم صاحبه فلا خير، قال ابن عيينة: “ليس شيء أنفع من علم ينفع وليس شيء أضر من علم لا ينفع ويوم القيامة يسأل العبد عن علمه ما عمل فيه”.