تعرف على أدب المرأة في الإسلام

الإسلام يتعامل مع المرأة على أنها جوهرة نفيسة يجب صيانتها وحمايتها؛ لئلا تصل إليها الأيدي الخائنة ولا الأعين الزائغة.

صيانة المرأة بالقرار في البيت

صيانة الإسلام للمرأة بأن أمرها بالقرار في البيت ليس معناه أن تكون المرأة حبيسة البيت لا تخرج منه إلا عند موتها.

وإنما المراد به ألا تخرج المرأة إلا للضرورة التي تدعوا للخروج فإن كانت هناك ضرورة للعمل خرجت، وإن كانت هناك ضرورة لقضاء الحوائج خرجت لقضاء حوائجها.

فلا يكون أمرها مبني على البقاء في خارج البيت لأن هذا من صفات الرجال الذي ينبني أمرهم على الكسب والسعي لطلب الرزق.

أمر الله بالقرار في البيوت

قال الله: (‌وَقَرْنَ ‌فِي ‌بُيُوتِكُنَّ). فهنا أمر الله نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يلزمن بيوتهن، وهو خطاب لنساء الأمة في شخص نساء النبي.

ومما يؤكد على أن هذا الخطاب ليس خاصا بنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما هو خطاب للأمة؛ لأن الله ذكر في الآية بعد ذلك الأمر بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وهذا قطعا ليس خاصا بنساء النبي وإنما هو مما فرضه الله على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.

وهذا من وصف نساء الجنة وهن الحور العين كما في قول الله: (حُورٞ ‌مَّقۡصُورَٰتٞ فِي ٱلۡخِيَامِ).

نهي النساء عن التبرج

قال أبو عبيدة: التبرج أَن تبدى المرأة من محاسنها ما تستدعى به شهوة الرجال، وأَصله كما قال أبو حيان: من البَرَج وهو سعة العين وحسنها.

والمرأة المتبرجة هي التي تبدي محاسنها، وقد نهى الله نساء النبي عن التبرج وهو خطاب للأمة في شخصهن، فقال الله:

(وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس،

ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رءوسهن ‌كأسنمة ‌البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)[مسلم]

فالمرأة الكاسية العارية هي التي تلبس ثيابا لا تسترها وإنما تشف عما تحتها، تفعل ذلك لتظهر جمالها، ويمشين متبخترات، ومعنى كأسنمة البخت أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة عليها.

التزام الحجاب

أمر الله عباده المؤمنين إذا سألوا نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- مما ينتفع به أن يسألوهن من وراء حجاب، فذلك أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن إيذاء رسول الله بالاطلاع على نسائه.

فقال الله: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ

إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ يُؤۡذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسۡتَحۡيِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا يَسۡتَحۡيِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡـَٔلُوهُنَّ ‌مِن ‌وَرَآءِ ‌حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ

وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦٓ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا).

سبب نزول آية الحجاب

عن أنس قال: قال عمر: وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، ‌لو ‌اتخذت ‌من ‌مقام إبراهيم مصلى، وقلت: يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب)[البخاري]

أمر نساء الأمة بالحجاب

لم يكن الأمر بالحجاب خاصا بنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما أمر الله نساء الأمة بالتزام الخمار وهو ما تغطي به المرأة رأسها.

والجيب الذي يجب على المرأة تغطيته هو فتحة الصدر أو أعلى الثياب مما يلي الرقبة، فيسترن رؤوسهن وصدورهن بالخمار لئلا يرى منها شيء.

قال الله: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ ‌بِخُمُرِهِنَّ ‌عَلَى جُيُوبِهِنَّ).

لا تسير النساء وسط الطريق

نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء عن السير في وسط الطريق لئلا يكون في سيرهن هذا ظهور للرجال واختلاط بهم.

عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للنساء: (‌استأخرن، ‌فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق)

فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به.[أبو داود]

النهي عن الاختلاط بالمسجد

في المسجد الذي هو موضع نزول السكينة والرحمة في الأرض ومهبط الملائكة على عباد الله، نهى الرسول عن اختلاط النساء بالرجال، وبين أن صفوف الرجال تكون أولا ثم تكون بعد ذلك صفوف النساء.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (‌خير ‌صفوف ‌الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها)[مسلم]

وعن ابن عباس، قال: (كانت امرأة حسناء تصلي خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فكان بعض القوم يستقدم في الصف الأول لئلا يراها،

ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر، فإذا ركع نظر من تحت إبطيه، فأنزل الله في شأنها: (ولقد ‌علمنا ‌المستقدمين ‌منكم، ولقد علمنا المستأخرين)[أحمد]

Exit mobile version