ما هي الشخصيات المصرية التي ذمها القرآن الكريم؟
كما ورد في القرآن ذكر لشخصيات مدحها القرآن الكريم ورد كذلك شخصيات مصرية ذمها الله في كتابه بسبب معصيتها وخروجها عن طاعة الله.
فرعون مصر
من الشخصيات المصرية التي وردت مورد الذم فرعون وهو لقب لكل من كان يحكم مصر، حيث بين الله أنه أورد قومه مورد الهلاك، وقد استحقوا ذلك لأنهم قد تركوا عقولهم وسلموها لمن يكن أمينا عليها.
فقال الله عنه: (وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ * إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ فِرۡعَوۡنَۖ وَمَآ أَمۡرُ فِرۡعَوۡنَ بِرَشِيدٖ * يَقۡدُمُ قَوۡمَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ).
إسراف فرعون في القتل
لقد كان فرعون متعاليا على قومه مسرفا في القتل، فقال الله: (وَإِنَّ فِرۡعَوۡنَ لَعَالٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ).
خراب مصر على يد فرعون
كان من أمر فرعون وكفره بالله وادعائه الربوبية أنه كان سببا في خراب مصر حيث قال الله: (وَدَمَّرۡنَا مَا كَانَ يَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُواْ يَعۡرِشُونَ)
قال سعيد بن عُفَير: كنت بحضرة المأمون بمصر حين قال وهو في قبة الهواء: لعن الله فرعون حين يقول: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي)
فلو رأى العراق! فقلت: يا أمير المؤمنين لا تقل هذا، فإن الله عز وجل يقول: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ).
فما ظنك يا أمير المؤمنين بشيء دمره الله هذا بقيته؟ فقال: ما قَصَّرت يا سعيد.
قارون ابن عم موسى
كان قارون من بين الشخصيات التي وصفت بالثراء الفاحش ما وصف الله به خزائن قارون، وكان قارون من بني إسرائيل الذين استوطنوا مصر فهو ينسب لمصر من حيث النشأة لكنه من حيث النسب ينسب لبني إسرائيل.
تعاون قارون مع فرعون
وكان قارون له مكانة في بني إسرائيل حيث كان أكثرهم مالا وكان أحفظهم للتوراة فاستغل فرعون مكانة قارون بين قومه فملكه عليهم فظلم قومه إرضاء لفرعون لينال الحظوة والمكانة عنده وليحصن ماله بتلك القوة السياسية والحصانة التي أعطاها فرعون له.
فوصف الله ظلمه لقومه وبغيه عليهم ووصف الكنوز التي كانت عنده فقال:
(إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ).
قارون ينصحه قومه
وقد نصح الناصحون قارون لكنه لم يستجب لنصح الناصحين وادعى أن هذا المال الذي حصل عليه إنما هو من جهده وعمله وعلمه ولم ينسب هذا لله وأصر على عصيانه فما كان من الله إلا أن خسف به وبداره الأرض، قال الله:
(فَخَسَفۡنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلۡأَرۡضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٖ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُنتَصِرِينَ).
ورد في التفسير الوسيط: “ولم نجد أحدًا من المفسرين تحدث عن الأرض التي خسف به وبداره فيها، ويوجد في محافظة الفيوم بحيرة صغيرة تسمى (بركة قارون) فلعله وقومه كانوا يسكنون بهذه المنطقة.
وأنه خرج على قومه في زينته بأرضها فغيبه الله وداره في جوفها، ونشأت بركة قارون بسبب هبوط الأرض هبوطًا شديدًا تحت مستوى المياه الجوفية،
فسارعت المياه الجوفية فملأت مكان الخسف، ونشأت بذلك بركة نسبت إليه، لتكون آية على مكانه وشاهدا على عاقبة بغيه وكفره”.
هامان وزير فرعون
من الشخصيات التي وردت مورد الذم هامان وهو وزير فرعون، لما تكلم مؤمن آل فرعون أمام قومه ووعظهم وذكرهم وحذرهم من مغبة قتل موسى وذكرهم بما كان من أجداهم مع نبي الله يوسف،
خاف فرعون أن يستقر كلام هذا الرجل المؤمن في قلب قومه فأراد فرعون أن يوهم قومه أنه منصف في حكمه فأمر هامان أن يبني له صرحا طويلا يبلغ به أسباب السماوات ليرى إذا كان إله موسى موجودا أم لا حتى يبني إيمانه على يقين.
والحقيقة أنه يعلم أن هذا ليس هو السبيل الذي يتحقق به الإنسان من وجود الله من عدمه لكنها محاولة لخداع القوم فذكر القرآن أمره فقال الله:
(وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ).
هامان يبني صرحا
فأمر فرعون هامان أن يشعل له نارا شديدة على الطين ليتحول إلى آجر فيكون أقوى في البناء فإذا تحول الطين إلى آجر أي ما يشبه الحجارة يقوم ببناء قصر عال منه ليطلع إلى إله موسى فإنه يريد أن يتحقق بنفسه ليطمئن هو وليطمئن قومه.
وكأنه كان يظن الله له جسم وله قصر في السماء يجلس فيه، والحقيقة أنه يعلم أن هذا لا وجود له لكنها محاولة للخداع والاستخفاف بالقوم والتلبيس عليهم حيث وصف الله فعله بقوله: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ).
قال الله: (وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ *
وَٱسۡتَكۡبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُۥ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ إِلَيۡنَا لَا يُرۡجَعُونَ * فَأَخَذۡنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡيَمِّۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّٰلِمِينَ *
وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتۡبَعۡنَٰهُمۡ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةٗۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ هُم مِّنَ ٱلۡمَقۡبُوحِينَ).