أسماء أصحاب رسول الله الذين نزلوا مصر وماتوا بها
كان فتح مصر في زمن عمر بن الخطاب، وقد نزل مصر عدد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فروي أن عدد من دخل من الصحابة نحو ألف.
عمرو بن العاص
أسلم عمرو بن العاص سنة ثمان من الهجرة قبل فتح مكة وقيل: بين الحديبية وخيبر حيث قدم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين.
وقد بعثه الله على سرية جهة الشام وشهد غيرها من الغزوات، وولى رسول الله عمرو بن العاص على عمان.
وعمل لعمر بن الخطاب واليا على فلسطين والأردن، ثم أمره عمر بعد ذلك أن يذهب لمصر ويفتتحها.
وظل عمرو بن العاص أميرا على مصر إلى أن مات عمر، فلما تولى عثمان الخلافة أقره على ولاية مصر أربع سنوات ثم عزله وولى عبد الله بن أبي السرح وكان هذا بداية الشر.
فاعتزل عمرو في ناحية فلسطين وكان يأتي المدينة أحيانا، فلما قتل عثمان واستقر الأمر بعد ذلك لمعاوية ولاه مصر فلم يزل واليا عليها إلى أن مات عن عمر تسعين سنة.
ودفن بالمقطم من ناحية الفتح، وصلى عليه ابنه عبد الله وولي مكان أبيه ثم عزله معاوية وولى أخاه عتبة بن أبي سفيان فمات عتبة بعد سنة وولى مسلمة بن مخلد.
خارجة بن حذافة
هو خارجة بن حذافة القرشي العدوي كان أحد فرسان قريش وقيل: إنه كان يعدل بألف فارس.
روي أن عمرو بن العاص أرسل إلى عمر يطلب منه أن يمده بثلاثة آلاف فارس فأمده بخارجة بن حذافة، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود.
وكان خارجة ممن شهد فتح مصر وكان قاضيا لعمرو بن العاص، ويعد في المصريين لأنه شهد فتح مصر ولم يزل بها إلى أن قتل بها.
فقد قتله أحد الخوارج الذين انتدبوا لقتل علي ومعاوية وعمرو فأراد الخارجي قتل عمرو فقتل خارجة وهو يظنه عمرا وذلك لأن عمرا كان قد استخلف خارجة لصلاة الصبح ذلك اليوم.
فأخذوا القاتل وأدخلوه على عمرو فقال: من هذا الذي تدخلوني عليه. فقالوا: عمرا. فقال: من قتلت. قيل له: خارجة. فقال: أردت عمرا وأراد الله خارجة.
عقبة بن عامر
هو عقبة بن عامر بن عبس أبو حماد وقيل أبو لبيد، روي أن عقبة بن عامر قال: قدم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وأنا فِي غنم لي أرعاها، فتركتها، ثُمَّ ذهبت إِلَيْه.
فقلت: تبايعني يا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: “فمن أنت؟”، فأخبرته، فَقَالَ: “أيما أحب إليك تبايعني بيعة أعرابية أَوْ بيعة هجرة؟”، قلت: بيعة هجرة، فبايعني.
وكان من أصحاب معاوية بن أبي سفيان، وولي عقبة لمعاوية مصر وسكنها وتوفي بها سنة ثمان وخمسين.
أبو بصرة الغفاري
يقال اسمه جميل بن بصرة، روي عن أبي هريرة أنه قال: أتيت الطور، فلقيت جميل بْن بصرة الغفاري صاحب رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-…
قال ابن حجر في الإصابة: قال ابن يونس: شهد فتح مصر واختط بها، ومات بها، ودفن في مقبرتها.
وقال أبو عمر: كان يسكن الحجاز، ثم تحوّل إلى مصر. ويقال: إن عزة صاحبة كثير من ذريته، وإلى ذلك أشار كثير بقوله في شعره الحاجبية. وأنكر ذلك ابن الأثير، فقال: ليس في نسب عزة لأبي بصرة ذكر.
قيس بن أبي العاص
هو قيس بن أبي العاص بن قيس بن عدي كان ممن أسلم يوم الفتح وشهد حنينا وكان ممن شهد فتح مصر واختط بها دارا، وولي القضاء بمصر، فقد أرسل عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص أن يولي قيس بن أبي العاص القضاء على مصر.
لذلك قيل: هو أول قاض بمصر في الإسلام. قال ابن لهيعة: فقضى يسيرا ثم مات.
عبد الله بن الحارث بن جزء
هو من مذحج من اليمن، وقد شهد بدرا ، قال البخاريّ: له صحبة، سكن مصر. روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلّم- أحاديث حفظها، وسكن مصر، فروى عنه المصريون، ومن آخرهم يزيد بن أبي حبيب.
وتوفي بمصر بعد أن عمر طويلا فقد مات بعد سنة ثمانين من الهجرة، وقال ابن حجر في الإصابة: وهو آخر من مات بمصر من الصحابة.
عبد الله بن حذافة السهمي
كان ممن أسلم قديما وكان من المهاجرين الأولين وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وكان ممن شهد غزوة بدر وكانت فيه دعابة.
وكان عبد الله بن حذافة هو الذي أرسله رسول الله إلى كسرى ملك الفرس يدعوهم إلى الإسلام فمزق كسرى كتابه فلما بلغ رسول الله ذلك قال: اللهم مزق ملكه. وقال: إذا كات كسرى فلا كسرى بعده. فسلط الله عليه ولده فقتله.
وعبد الله بن حذافة هو الذي رد على رسول الله لما قال: سلوني عما شئتم. فقال عبد الله بن حذافة : من أبي؟ فقال: أبوك حذافة بن قيس.
فقالت له أمه: ما سمعت بابن أعق منك، أمنت أن تكون أمك قارفت مَا تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس! فَقَالَ: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت بِهِ.
ومن دعابة عَبْد اللَّهِ بْن حُذَافَة أن رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أمره على سرية، فأمرهم أن يجمعوا حطبا ويوقدوا نارا، فلما أوقدوها أمرهم بالقحم فيها، فأبوا، فَقَالَ لهم:
ألم يأمركم رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بطاعتي؟ وَقَالَ: من أطاع أميري فقد أطاعني؟ فقالوا: مَا آمنا باللَّه واتبعنا رسوله إلا لننجو من النار.
فصوب رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعلهم وَقَالَ: لا طاعة لمخلوق فِي معصية الخالق. قَالَ الله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ).
وَقَالَ ابْن لهيعة: توفى عَبْد اللَّهِ بن حذافة السهمي بمصر، ودفن في مقبرتها.