فضائل مصر كما وردت في السنة وأقوال السلف

لقد ورد ذكر مصر وفضائلها في كثير من الأحاديث النبوية، وهذا علم من أعلام نبوته -صلى الله عليه وسلم- حيث أخبر عن فتحها ولم تفتح إلا بعد موته.

البشارة بفتح مصر

كان من أعلام نبوته -صلى الله عليه وسلم- ومعجزاته التي أيده الله بها كدليل على صدق نبوته، الإخبار عن الغيبيات الماضية التي لم يرها رسول الله من قبل.

والإخبار عن الأمور المستقبلية وكان من بين هذه الأمور المستقبلية الإخبار عن فتح مصر الذي لم يكن إلا بعد موته فقال صلى الله عليه وسلم: (إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط…)[مسلم]

والقيراط هو من أجزاء الدينار والدرهم، وقيل هو العلامة التي تعرف بها الأرض، قال النووي: “وقال العلماء القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به”.

وصية النبي بأهل مصر

وصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه على أهل مصر وأمرهم بالإحسان إليهم فقال: (إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ‌ذمة ‌ورحما،

فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها. قال: فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها)مسلم

وبين رسول الله سبب وصيته بأهل مصر هو أن لهم ذمة ورحما، والذمة هي الحرمة والحق، والرحم وذلك لأن هاجر أم نبي الله إسماعيل الذي هو أبو العرب مصرية، فهي أم العرب.

ويروي المؤرخون أن هاجر أم إسماعيل من قرية تسمى بأم العرب كانت أمام الفرما من مصر.

وفي رواية فإن لهم ذمة وصهرا، والصهر مارية القبطية سرية رسول الله، والتي ولدت له إبراهيم.

وكانت مارية القبطية من قرية من صعيد مصر، فكل العرب وكل المسلمين في الأرض لهم نسب بمصر من جهة أمهم مارية أم إبراهيم ابن رسول الله.

وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فإذا رأيتم رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها).

إذا كثر أهلها تنازعوا على الدنيا وانشغلوا بها عن الجهاد وإعلاء كلمة الله فاخرج منها لأرض أخرى ينشغل أهلا بالجهاد وإعلاء كلمة الله.

قال القرطبي: “وفيه من الفقه: الأمر بالرفق بأهل أرياف مصر، وصعيدها، والإحسان إليهم”.

دعوة نبي الله يوسف لمصر

حبب الله مصر لأهلها ولكل غريب يقدم عليها بسبب طيب أهلها وجمال جوها وكثرة بركات أرضها.

قيل: “إن يوسف -عليه الصلاة والسلام- لما دخل إلى مصر، وأقام بها قال: اللهم إني غريب فحببها إليَّ وإلى كل غريب؛ فمضت دعوة يوسف، فليس يدخلها غريب إلا أحب المقام بها”.

ما ورد في مصر وأهلها من أقوال

قال عبد الله بن عمرو في أهل مصر: “قبط مصر أخوال قريش؛ مرتين”.

وقال أيضا: “أهل مصر أكرم الأعاجم كلها، وأسمحهم يداً، وأفضلهم عنصراً، وأقربهم رحماً بالعرب عامة، وبقريش خاصة”.

عن أبي رهم السماعي الصحابي -رضي الله عنه- قال: كانت لمصر قناطر وجسور بتقدير وتدبير، حتى إن الماء ليجري تحت منازلها وأقنيتها، فيحبسونه كيف شاءوا، ويرسلونه كيف شاءوا؛

فذلك قوله تعالى فيما حكى من قول فرعون: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ)

ولم يكن في الأرض يومئذ ملك أعظم من ملك مصر، وكانت الجنات بحافتي النيل من أوله إلى آخره من الجانبين جميعًا، ما بين أسوان إلى رشيد،

وسبعة خُلُج: خليج الإسكندرية، وخليج سخا، وخليج دمياط، وخليج منف، وخليج الفيوم، وخليج المنهى، وخليج سردوي؛ جنات متصلة لا ينقطع منها شيء عن شيء،

والزرع ما بين الجبلين، من أول مصر إلى آخرها مما يبلغه الماء، وكان جميع مصر كلها تروى من ستة عشر ذراعًا لما قدروا ودبروا من قناطرها وخلجها وجسورها.

فذلك قوله تعالى: (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ) قال: والمقام الكريم المنابر كان بها ألف منبر.

وقال سعيد بن أبي هلال: “اسم مصر في الكتب السالفة أم البلاد”.

وقال كعب الأحبار: “لولا رغبتي في بيت المقدس، لما سكنت إلا مصر، فقيل له: فلم؟ فقال: لأنها معافاة من الفتن، ومن أرادها بسوء كبه الله على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه”.

وقال أبو بصرة الغفاري: “مصر خزائن الأرض كلها”

أصهار المصريين من الأنبياء

من أصهار المصريين من الأنبياء نبي الله إبراهيم حيث تزوج من هاجر المصرية وكان له منها نبي الله إسماعيل الذي نشأ عند بيت الله الحرام وكان أبا للعرب.

ونبي الله يوسف -عليه السلام- حيث تزوج من بنت صاحب عين شمس.

ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حيث تزوج من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس صاحب مصر لما كتب له النبي -صلى الله عليه وسلم- كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام

كان موقفه من كتاب النبي أن رد عليه ردا جميلا وأهداه جاريتين مارية وأختها وعسلا فتزوج النبي مارية وأهدى أختها لحسان بن ثابت.

Exit mobile version