ورد العديد من ذكر الشخصيات المصرية في القرآن الكريم من هذه الشخصيات ما ورد مورد المدح، ومنها ما ورد مورد الذم.
مؤمن آل فرعون
من الشخصيات المصرية التي ذكرها القرآن الكريم في موضع المدح مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه خوفا من فرعون وقومه فوعظ قومه وكان من المصريين بدليل قوله لقومه: (يا قوم) حيث أضافهم لنفسه.
وحذر قومه من التعرض لقتل نبي الله موسى فقد أظهر الله صدقه بالمعجزات التي لم يستطع أحد أن يجاريه فيها ولا أن يأتي بمثلها.
وذكر قومه بأنهم اليوم لهم الظهور والغلبة على بني إسرائيل وتلك نعمة تستوجب شكر الله عليها وحذرهم من نقمة الله إذا كان موسى صادقا في قوله فأمرهم ألا يفسدوا في الأرض وألا يعرضوا أنفسهم لنقمة الله وعذابه.
فقال الله: (وَقَالَ رَجُلٞ مُّؤۡمِنٞ مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَكۡتُمُ إِيمَٰنَهُۥٓ أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ وَقَدۡ جَآءَكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمۡۖ وَإِن يَكُ كَٰذِبٗا فَعَلَيۡهِ كَذِبُهُۥۖ وَإِن يَكُ صَادِقٗا يُصِبۡكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي يَعِدُكُمۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ كَذَّابٞ
يَٰقَوۡمِ لَكُمُ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَ ظَٰهِرِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِنۢ بَأۡسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَاۚ قَالَ فِرۡعَوۡنُ مَآ أُرِيكُمۡ إِلَّا مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهۡدِيكُمۡ إِلَّا سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ)
مؤمن آل فرعون يذكر قوه بيوسف
لقد كان من وعظ مؤمن آل فرعون لقومه أن ذكرهم بما كان من آبائهم وأجدادهم قبل ذلك مع نبي الله يوسف فقد كذبوه بالرغم من أن الله أيده بالمعجزات لكنهم لم يؤمنوا به وشكوا في رسالته.
ولما مات نبي الله يوسف قالوا لن يبعث الله من بعده رسولا فكذبوه وكذبوا برسالات الأنبياء من بعده فقال الله:
(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ).
الخضر عليه السلام
الخضر -عليه السلام- الذي ورد ذكره في سورة الكهف مع نبي الله موسى حيث وقف موسى -عليه السلام- خطيبا يوما في أهل مصر فسأله أحد الحاضرين عن أعلم أهل الأرض.
فأجاب بأنه أعلم من في الأرض فأراد الله أن يعلمه درسا، فأمره بأن يبحث عن الرجل الصالح وهو الخضر -عليه السلام- عند مجمع البحرين.
وهو مكان ملتقى البحر الأحمر بالبحر الأبيض ليتعلم منه، وكان من أمر موسى ما كان حيث لم يستطع أن يصبر على العجائب التي كان يفعلها وكان الخضر -عليه السلام- قد أكرمه الله بعلم يسمى علم اللدني وهو من لدن الله مباشرة.
ورد في كتاب فضائل مصر المحروسة: “الخضر -عليه السلام- وروى بعض أهل العلم أنه ابن فرعون موسى لصلبه، وكان آمن بموسى، وجاز البحر معه، وكان مقدما عنده، وكان نبيًا”.
سحرة فرعون
لما أيد الله نبيه موسى بمعجزة من جنس ما برع فيه القوم ظن فرعون أن هذا من السحر الذي يتعلمه السحرة.
فاستشار قومه فأشاروا عليه بأن يجمع السحرة ويعقدوا مناظرة ليظهر فيها الحق وكان هذا من حكمة جلسائه أن يكون هناك مناظرة بين أهل التخصص ليظهر المحق من المبطل.
قال الله: (قَالَ لِلۡمَلَإِ حَوۡلَهُۥٓ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ عَلِيمٞ يُرِيدُ أَن يُخۡرِجَكُم مِّنۡ أَرۡضِكُم بِسِحۡرِهِۦ فَمَاذَا تَأۡمُرُونَ قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَٱبۡعَثۡ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ يَأۡتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٖ).
لقد كان جلساء فرعون أفضل حالا من جلساء النمرود الذين استشارهم في أمر نبي الله إبراهيم فما كان منهم إلا أن قالوا له: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ).
فأمر فرعون بجمع أمهر السحرة الذين كانوا في مصر ليبطلوا سحر موسى -عليه السلام- ولما اجتمع السحرة طلبوا من فرعون أن يعطيهم أجرا على ما سيقومون به فأخبرهم فرعون بأن لهم الأجر ولهم المكانة العالية عنده إذا هزموا موسى وأبطلوا أمره.
قال الله: (فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرۡعَوۡنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجۡرًا إِن كُنَّا نَحۡنُ ٱلۡغَٰلِبِينَ قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ)
لكن السحرة كانوا أمناء على ما تعلموه من أمر السحر فهم أمهر الناس في معرفة ما عند موسى إذا كان من السحر أم لا.
فلما رأوا معجزة موسى -عليه السلام- أيقنوا تماما أن هذا ليس من أمر السحر أبدا ولا يمكن لأحد أن يتعلمه ولا أن يأتي بمثله فما كان منهم إلا أن آمنوا من فورهم
ولم يلتفتوا للأجر الذي وعدهم به فرعون ولا للمكانة العالية التي سيكونون فيها ولم يرهبهم تهديد فرعون لهم فقال الله عنهم:
(فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ * سَٰجِدِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ *
قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَ فَلَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ *
قَالُواْ لَا ضَيۡرَۖ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * إِنَّا نَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَٰيَٰنَآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ)