موضوعات اسلامية

أحكام تشبه الرجال بالنساء والرجال بالنساء

خلق الله الذكر والأنثى وجعل بينهما ميلا طبيعيا فلا تكمل لذة الرجل ولا المرأة إلا بسكن كل منهما إلى الآخر.

معنى التشبه

تشبه فلان بفلان معناه أنه تكلف أن يكون مثله، والمشابهة بين الشيئين معناه الاشتراك بينهما في معنى من المعاني، فيقولون شابه الولد أباه إي شاركه في بعض صفاته.

طبيعة الرجال

جعل الله للرجال طبيعة تختلف عن طبيعة النساء فأمر الرجال مبني على السعي وطلب الرزق ومخالطة الناس ومجاهدة الأعداء.

لذلك فهو يحتاج لأن يكون فيه نوع من الشدة والقوة التي تتناسب مع طبيعته كرجل ليقوم بمهمته.

طبيعة المرأة

جعل الله للمراة طبيعة خاصة تتناسب مع دورها الذي تقوم به، فمن وظائفها الأساسية الحمل والإنجاب والإرضاع ورعاية الأولاد صغارا والقيام على تربيتهم وهذا أمر يحتاج لمجهود كبير وطبيعة خاصة تؤهلها للقيام بمسؤلياتها.

تشبه الرجال بالنساء والعكس

حرم الإسلام خروج الرجل عن طبيعته التي حلقه الله عليها ومحاولته التشبه بالنساء، وكذلك حرم الله على المرأة الخروج عن طبيعتها الخاصة ومحاولتها التشبه بالرجال؛

فكل واحد منهم إذا تنكر لطبيعته وحاول التشبه بالآخر فلن يقوم بدوره كرجل ولا كامرأة ويكون مثله كمثل الغراب الذي رأى طاووسا فأعجبه جمال منظره فنتف ريشه ليضع مكانه ريش طاووس فلا صار طاووسا ولا بقي غرابا.

لعن المشتبهين من الرجال بالنساء والعكس

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (‌لعن ‌رسول ‌الله -صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)[البخاري]

واللعن ذم لهؤلاء المتشبهين في ملابسهم وزينتهم وأخلاقهم من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال، وقد ذهب جمهور العلماء إلى حرمة هذا التشبه.

صور تشبه الرجال بالنساء

من صور تشبه الرجال بالنساء أن يلبسوا الملابس التي تخص النساء وأن يتزينوا بما يتزين به النساء.

مثل لبس الخلاخل والأساور ولبس الذهب والحرير فإن الذهب والحرير مما حرمه الإسلام لبسه للرجال وأباحه للنساء.

والتشبه بأفعال النساء كالمشي مثلهن وترقيق الكلام والتثني أثناء المشي.

فإن حب التزين من خصائص النساء، قال الله: (أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ ‌فِي ‌ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ)

صور تشبه النساء بالرجال

كذلك من صور تشبه النساء بالرجال أن يلبس النساء الملابس الخاصة بالرجال، وأن يفعلوا الأفعال الخاصة بالرجال،

وذلك فيمن يتعمد مخالفة نوعه لكن لو كانت طبيعة المرأة تشبه طبيعة الرجال في أصل خلقتها دون تكلف وتعمد فلا حرج عليها.

لكن أحيانا يكون هناك بعض البلدان لها عادات خاصة بالملابس بأن يكون نساء تلك البلدة يلبسن مثل ملابس الرجال والعكس ففي مثل هذه الحالة تكون العادة لها اعتبارها لكن فيما لا يخالف ما أمر الشرع بستره بالنسبة للنساء من ستر الشعر وستر العوارات.

المخنثين من الرجال

المخنث من الرجال هو من يتشبه بالنساء في حركاتهن وهيئاتهن ولباسهن وأخلاقهن، وهذا مذموم بل ملعون على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث روى البخاري عن ابن عباس قال:

(لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- ‌المخنثين ‌من ‌الرجال، والمترجلات من النساء) وقال: (أخرجوهم من بيوتكم). قال: (فأخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فلانا، وأخرج عمر فلانا)

منع الرجل زوجته من التشبه

إذا كانت الزوجة تتشبه بالرجال وجب على زوجها أن يمنعها من ذلك لأنه سيسئل عنها يوم القيامة، فإن الله أمرنا بأن نقي أنفسنا وأهلينا من النار قال الله:

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ‌قُوٓاْ ‌أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ).

لبس الذهب والحرير

الذهب والحرير حرمهما الله على الرجال دون النساء، فإذا لبس الرجال كلا منهما يكونوا قد وقعوا في التشبه بالنساء.

عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: أخذ حريرا فجعله في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في شماله ثم قال: (إن هذين حرام على ‌ذكور ‌أمتي)[أبو داود]

متى يباح لبس الذهب والحرير للرجال؟

قد يباح للرجل استعمال الحرير أو الذهب لضرورة كأن يكون به مرض جلدي ويصف له الطبيب لبس الحرير، لما فيه من البرودة، وكذلك للقمل.

عن أنس قال: (إن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميص من حرير، ‌من ‌حكة ‌كانت ‌بهما)[البخاري]

وكذلك الذهب يباح لمن كان في حاجة لاستخدمه كأن يكون قد قطع عضو منه ويحتاج لتركيب رف من الذهب.

عن عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة، قال: وزعم عبد الرحمن، أنه رأى عرفجة، قال: (أصيب ‌أنف عرفجة يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من ورق، فأنتن عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ‌ذهب)[أحمد]

التشبه اتباع لطريق الشيطان

إن المتشبه من الرجال بالنساء والمتشبه من النساء بالرجال كل منهما خارج عن الفطرة السوية التي أمر الله بها، تارك لطريق الرحمن ومتبع لطريق الشيطان،

فقد أبان الشيطان الخبيث عن هدفه وأخذ على نفسه عهدا أن يضلهم ويغويهم، قال الله: (إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا لَّعَنَهُ ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِيبٗا مَّفۡرُوضٗا

‌وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا  يَعِدُهُمۡ وَيُمَنِّيهِمۡۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا)

مواضيع ذات صلة