ما الآداب التي تجب على المسلم نحو المسجد؟
للمسجد آداب ينبغي على المسلم أن يلتزم بها بأن ينزه المسجد عن أمور الدنيا مما لا ينبغي للمسلم أن يفعله بداخله.
المساجد تتآلف فيها القلوب
فليس المسجد هو المكان الذي تنشب فيه المشكلات بيننا بسبب مناوشات سياسية ولا خلافات مذهبية، وإنما يجب أن يكون المسجد هو الذي تتآلف فيه قلوبنا، وننسى فيه مشكلاتنا.
لقد كان من حكمة النبي -صلى الله عليه سلم- إذا بلغه أمر عن أحد من أصحابه لا يصرح باسمه وإنما يلمح.
ليس الغرض هو ذكر صاحب المشكلة، وإنما الغرض أن نبين الخطأ لئلا يقع أحد فيه فكان رسول الله يقول: (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا).
النهي عن البزاق في المسجد
البصاق في المسجد إثم، وكفارة هذا الذنب أو الإثم أن يمحو الإنسان هذا البصاق الذي بصقه في المسجد أو أن يدفنها في تراب المسجد أو رمله إذا كان مفروشا بالتراب أو الرمل.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها)البخاري
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فلا يبصق أمامه، فإنما يناجي الله ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه، فإن عن يمينه ملكا، وليبصق عن يساره، أو تحت قدمه، فيدفنها)[البخاري]
تطييب الفم لدخول المسجد
يستحب لمن يدخل المسجد أن يطيب رائحة فمه حتى لا ينفر المصلون منه، من سوء رائحة فمه من الثوم أو البصل أو غير ذلك، وحتى لا يتأذى الملائكة من رائحة فمه فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم.
فعن جابر بن عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أكل من هذه البقلة الثوم -وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث- فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)[مسلم]
طهارة المسجد
عن أنس بن مالك قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مه مه. قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزرموه، دعوه) فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقال له:
(إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله -عز وجل- والصلاة وقراءة القرآن)
أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه.[مسلم]
ما يستفاد من حديث الأعرابي
من الآداب التي نتعلمها من هذا الحديث: الرفق بالجاهل في التعليم، حيث أمر رسول الله بألا يفزع الأعرابي أثناء بوله رفقا به.
فالرجل كان يبول في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي تساوي الصلاة فيه ألف صلاة فيما سواه.
وفي المسجد رسول الله وأصحابه، لكن الرجل لم يفعل ذلك استخفافا بالنبي ولا بأصحابه وإنما كان جاهلا بما يجب أن تكون عليه المساجد.
فعلمه رسول الله أن المساجد لابد وأن تنزه عن النجاسة وأنها لذكر الله وعبادته، فحفظ رسول الله نفس الأعرابي حتى لا يهلك بسبب حبسه لبوله، وعلمه ما ينفعه وعلم الحاضرين.