موضوعات اسلامية

ما هو دور المسجد في الإسلام؟

ينبغي أن يكون المسجد هو المكان الذي يتخلى فيه المسلمون عن مشكلاتهم إذا دخلوا فيه، فلا نزاع ولا خلاف ولا شقاق ولا نفاق، ولا رفع لصوت ولا لبيع ولا لشراء، ولا لغو فيه ولا فسوق.

مكانة المسجد في المجتمع المسلم

المسجد في المجتمع المسلم كمثل الروح بالنسبة للجسد، لا يصلح حال المسلمين بدونه، وهو أول شيء ينبغي إقامته.

وهذا واضح من فعل النبي -صلى الله عليه سلم- لما هاجر من مكة إلى المدينة، فعندما نزل رسول الله على بني عمرو بن عوف كان أول شيء فعله هو بناء مسجد قباء وهو المسجد الذي الذي قال الله فيه:

(‌لَّمَسۡجِدٌ ‌أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ).

ثم خرج رسول الله من عندهم في يوم الجمعة فأدكته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف فصلى بهم الجمعة.

وكانت أول صلاة جمعة صلاها رسول الله لأنه لم يتمكن من جمع أصحابه في مكة للصلاة بهم، ثم دخل رسول الله المدينة وكان أول ما قام به هو بناء المسجد النبوي.

كل هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المسجد في المجتمع المسلم لا غنى عنه.

ما يؤديه المسجد من خدمات

لم تكن المساجد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- قاصرة على الصلوات فحسب، وإنما كانت تؤدي خدمات متنوعة في كل مجالات الحياة، وتفعل ما تؤديه الجهات المتعددة اليوم.

لقد كانت المساجد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- تقوم بما تقوم به الجامعات التي تقوم على أمر التعليم، فكان رسول الله يعلم الناس ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم في المسجد.

وكانت المساجد تقوم بأداء الخدمات الاجتماعية للناس فكان هناك مكان مخصوص في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهل الصفة ممن لا مال لهم ولا مأوى كانوا يسكنون فيه وكان عددهم كبيرا، ربما بلغ المائة.

وكانت الخطط الحربية توضع في المسجد فيجمع رسول الله الجيش ويخطط لأمر المعركة معهم.

وكانت سهام الحروب تصنع في المسجد، وكانت تنصب الخيام في المسجد من أجل معالجة الجرحى الذين أصيبوا في الحروب، وكان المسلمون يتمرنون على فنون القتال في المسجد.

وكانت المساجد أماكن ترفيه حيث يلعبون بالحراب فيها، إلى غير ذلك من الأدوار المتعددة التي كان يقوم بها المسجد في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

كراهية البيع والشراء في المسجد

المسجد هو سوق الآخرة الذي يتزود الإنسان منه بما يقربه لربه، وأما سوق البيع والشراء فهو يقرب الإنسان من دنياه.

فيكره إنشاد الشعر والتحلق يوم الجمعة قبل الصلاة في المسجد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده: (أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة)[أبو داود]

النوم في المسجد

يباح الاستلقاء في المسجد، عن عباد بن تميم، عن عمه: أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستلقيا في المسجد، واضعا ‌إحدى ‌رجليه ‌على ‌الأخرى.

وعن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر وعثمان يفعلان ذلك.[البخاري]

وهذا فيه دليل على جواز الاضطجاع والاستراحة في المسجد لكن لا يجوز الانبطاع على البطن؛ لأنه منهي عن هذه النومة.

عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا مضطجعا على بطنه، فقال: (إن هذه ‌ضجعة لا يحبها الله)[أحمد]

مواضيع ذات صلة