تعرف على صفات المنافقين وكيف أمرنا رسول الله أن نتعامل معهم
المنافقون أشخاص لا مبدأ لهم فيكونون بظاهرهم مع المؤمنين وبباطنهم مع الكافرين، ولا ينشطون للعبادة إلا إذا كانوا بين الناس، ولهم صفات يعرفون بها منها:
التكاسل عن الصلاة
من صفات المنافقين أنهم يتكاسلون عن الصلاة ولا ينشطون لأدائها إلا إذا كانوا بين الناس لأنهم لا يؤدون العمل لله وإنما يؤدونه طلبا للرياء.
لذلك فهم أكسل الناس عن صلاة الفجر والعشاء؛ لأنهما صلاتان تؤديان في ظلمة الليل، وقد كان رسول الله يصلي الفجر بغلس وكان يؤخر العشاء.
ولم يكن في مسجد النبي مصابيح فكان يشهد هاتين الصلاتين من يحتسب الأجر فيهما، أما المنافقون فكانوا يتخلفون عنهما ظنا منهما أن رسول الله لا يعلم بأمرهم.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا،
ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلا يؤم الناس، ثم آخذ شعلا من نار، فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد)[البخاري]
وقال الله وهو يصف تكاسلهم عن الصلاة: (إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا).
الكذب وخلف العهود وخيانة الأمانة
من صفات المنافق أنه يتعمد الكذب في حديثه، ويتعمد إخلاف الوعود التي يقطعها على نفسه ويخون الأمانات.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)[البخاري]
وزاد النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر صفة أخرى وهي فجورهم في الخصام فإنهم لا يراعون ودا ولا عشرة ولا حسنة كانت لهم منك قبل ذلك، فيستبيحون كل شيء معك أثناء خصومتهم.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:
إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)[البخاري]
المنافق لا مبدأ له
من صفات المنافق أنه لا مبدأ له يعيش به بين الناس وإنما هو مع المؤمنين بظاهره ومع الكافرين بباطنه.
عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة)[مسلم]
أي كالشاة المترددة بين القطيعين من الأغنام لا تدري أيهما تتبع.
“المنافق لا يستقر بالمسلمين بالكلية ولا بالكافرين، يجيء إلى الكافرين ويقول: إنا منكم، ويجيء إلى المسلمين ويقول: إنا منكم.
كما قال الله تعالى في صفتهم: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)”[المفاتيح في شرح المصابيح]
إيذاء المنافقين للمؤمنين
كان هؤلاء المنافقون كثيرا ما يتعرضون لإيذاء المسلمين ويعيبون أعمالهم فإذا تصدق واحد منهم بالقليل من المال قالوا: إن الله عن صدقته لغني، وإذا تصدق آخر بالكثير من المال قالوا : إنما فعل هذا رياء، ومراد المنافقين أن يحبطوا الناس عن الإنفاق.
عن أبي مسعود قال: لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون:
إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رئاء، فنزلت:
(ٱلَّذِينَ يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[البخاري]
الإخبار عن بعض المنافقين للتحذير منه
كان رسول الله أحيانا يخبر عن بعض المنافقين فيبين أعيانهم للناس حتى يكون الناس منهم على حذر.
عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم من سفر، فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب، فزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(بعثت هذه الريح لموت منافق). فلما قدم المدينة، فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات.[مسلم]
وعن سلمة بن الأكوع قال: عدنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا موعوكا. قال فوضعت يدي عليه فقلت: والله! ما رأيت كاليوم رجلا أشد حرا.
فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أخبركم بأشد حرا منه يوم القيامة؟ هذينك الرجلين الراكبين المقفيين) لرجلين حينئذ من أصحابه.[مسلم]
النهي عن تبجيل المنافقين
عن بريدة بن حصيب الأسلمي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقولوا للمنافق: سيد، فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل)[أبو داود]
لأن المنافق إذا كان سيدا لكم فإنكم ستطيعون سيدكم وإذا أطعتموه جلبتم لأنفسكم سخط الله لأن مرضاة المنافق ستكون فيما يسخط الله عليكم.
أخطر المنافقين
أشد المنافقين خطورة على الإسلام رجل ينتسب للعلم متكلم لكنه جاهل القلب فاسد الاعتقاد يخدع الناس بحسن بيانه ويضلهم عن دين الله.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان)[أحمد]
قال المناوي: “أي عالم للعلم منطلق اللسان به لكنه جاهل القلب فاسد العقيدة يغر الناس بشقشقة لسانه فيقع بسبب تباعه خلق كثير في الزلل.
وقد كان بعض العارفين لا يظهر لتلميذه إلا على أشرف أحواله خوفا أن يقتدي به فيها أو بسوء ظنه به فيها فلا ينتفع”.
منافقوا اليوم أشد شرا ممن قبلهم
عن حذيفة بن اليمان قال: (إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون)[البخاري]
قال ابن بطال: “لأنهم كانوا يسرون قولهم فلا يتعدّى شرهم إلى غيرهم، وأما اليوم فإنهم يجهرون بالنفاق ويعلنون بالخروج على الجماعة ويورثون بينهم ويحزبونهم أحزابًا، فهم اليوم شر منهم حين لا يضرون بما يسرونه”.
للاطلاع على المزيد: