الصلاة

ما هي فضيلة قيام الليل؟

أفضل الصلوات بعد المكتوبة ما كانت في جوف الليل الأخير، فمن أراد أن ينال الشرف عند الله فعليه بركعات في جوف الليل.

قيام الليل دأب الصالحين

فأقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الأخير، لذا كان قيام الليل دأب الصالحين، وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين، من أحياها أحيا الله قلبه، وبيض وجهه، ومن حرمه فقد حرم خيرا كثيرا.

مدح الله القائمين بالليل

لقد مدح الله تعالى من قاموا الليل حتى تجافت جنوبهم عن المضاجع يدعونه خوفا وطمعا، وأثنى عليهم وبين جزاءهم فقال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ

تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة: 15-17].

تعريف قيام الليل

قيام الليل: هو قضاء الليل، أو جزءا منه ولو ساعة، في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله، ونحو ذلك من العبادات، ولا يشترط أن يكون مستغرقا لأكثر الليل، وأما التهجد: فهو صلاة الليل بعد نوم، فتبين بهذا أن قيام الليل أعم وأشمل من التهجد، لأنه يشمل الصلاة وغيرها، ويشمل الصلاة قبل النوم وبعده.

حكم قيام الليل

قيام الليل سنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أيُّهَا النَّاسُ، أفْشُوا السَّلاَمَ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَصَلُّوا والنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَم)[رواه الترمذي، وصححه الألباني].

وقت قيام الليل

من المعلوم أن الليل في الشرع يبدأ بغروب الشمس؛ لكن قيام الليل الذي جاءت النصوص الشرعية تحث عليه وترغب فيه، هو ما بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.

وكان ‌وقت ‌قيام ‌النبي -‌صلى ‌الله ‌عليه ‌وسلم- وأصحابه يبدأ بعد العشاء وينتهي بالفجر، فكان -صلى الله عليه وسلم- يقوم تارة إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل.

وقد بين -صلى الله عليه وسلم- وقت هذا القيام من الليل، وورد في هذا أحاديث عدة، فعن ‌عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت:

(كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ،

فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَتَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ، وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلْإِقَامَةِ)[متفق عليه].

صفة صلاة القيام

صلاة الليل مثنى مثنى، أي: ركعتان ركعتان، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى) [رواه مسلم].

وأفضل صور القيام قيام داود عليه السلام، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ ‌صَلَاةُ ‌دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا)[متفق عليه].

في هذا الحديث يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأفضل كيفية في قيام الليل، وهو قيام نبي الله داود عليه السلام؛ فكان ينام نصف الليل الأول، ثم يقوم ثلث الليل، ثم ينام سدسه الأخير،

وهذه الطريقة فيها الرفق على النفوس التي يخشى منها السآمة والملل، وإنما كان ذلك أرفق؛ لأن النوم بعد القيام يريح البدن، ويذهب ضرر السهر، بخلاف السهر إلى الصباح، وفيه من المصلحة أيضا: استقبال صلاة الصبح وأذكار النهار بنشاط وإقبال، وأنه أقرب إلى عدم الرياء.

فضائل قيام الليل من القرآن الكريم

قال الله تعالى: (‌وَمِنَ ‌اللَّيْلِ ‌فَتَهَجَّدْ ‌بِهِ ‌نَافِلَةً ‌لَكَ ‌عَسَى ‌أَنْ ‌يَبْعَثَكَ ‌رَبُّكَ ‌مَقَامًا ‌مَحْمُودًا) [الإسراء: 79]. جاء في [التفسير الميسر (1/ 290):

«وقم -أيها النبي- من نومك بعض الليل، فاقرأ القرآن في صلاة الليل؛ لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو القدر ورفع الدرجات، عسى أن يبعثك الله شافعا للناس يوم القيامة؛ ليرحمهم الله مما يكونون فيه، وتقوم مقاما يحمدك فيه الأولون والآخرون».

وقال تعالى: (‌وَالَّذِينَ ‌يَبِيتُونَ ‌لِرَبِّهِمْ ‌سُجَّدًا ‌وَقِيَامًا) [الفرقان: 64].

قوله تعالى: (‌وَالَّذِينَ ‌يَبِيتُونَ ‌لِرَبِّهِمْ).

يقال لمن أدرك الليل: بات، نام أو لم ينم، يقال: بات فلان قلقا، والمعنى: يبيتون لربهم بالليل في الصلاة.

وقوله تعالى: (‌سُجَّدًا) على وجوههم.

وقوله تعالى: (وَقِيَامًا) على أقدامهم، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: من صلى بعد العشاء الآخرة ركعتين أو أكثر فقد بات لله ساجدا وقائما» [تفسير البغوي – طيبة (6/ 94)].

قيام الليل عبودية وشكر

عن ‌عائشة -رضي الله عنها-، قالت: ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَفَلَا أَكُونُ ‌عَبْدًا ‌شَكُورًا)[متفق عليه].

قيامُ اللَّيلِ من أسبابِ دُخولِ الجَنَّةِ

عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أيُّهَا النَّاسُ، أفْشُوا السَّلاَمَ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَصَلُّوا والنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَم)[رواه الترمذي، وصححه الألباني].

وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً ‌يُرَى ‌ظَاهِرُهَا ‌مِنْ ‌بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلَانَ الْكَلَامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ)[رواه أحمد وإسناده حسن].

قيامُ اللَّيلِ من أسبابِ تَكفيرِ السيِّئاتِ

عن أبي أمامة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ‌فَإِنَّهُ ‌دَأَبُ ‌الصَّالِحِينَ ‌قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ)[رواه الترمذي].

قيامُ اللَّيلِ أفضَلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ: شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وَأفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ: صَلاَةُ اللَّيْلِ)[رواه مسلم].

الأسباب التي تعين على قيام الليل

ترك الذنوب والمعاصي

لأن الذنوب والمعاصي هي سبب كل بلاء وشقاء، فإذا حرمت قيام الليل، ففتش عن ما فعلته نهارا؟ لعلك اغتبت أحدا، لعلك وقعت في النظر إلى حرام، لعلك فعلت ذنب أو معصية، هذا الذنب وهذه المعصية تجعلك تحرم من قيام الليل.

أكل الحلال والابتعاد عن الحرام

عن ‌أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ:

(يَا أَيُّهَا ‌الرُّسُلُ ‌كُلُوا ‌مِنَ ‌الطَّيِّبَاتِ ‌وَاعْمَلُوا ‌صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)،

ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ » [رواه مسلم].

القيلولة

أي: أن الإنسان ينام في وسط النهار.

الإكثار من ذكر الله جلَّ وعلا

لأن الإكثار من ذكر الله يعطي الإنسان قوة، ويعطي الإنسان توفيقا، وانتصارا على النفس والهوى والشيطان.

الأسباب التي تمنع قيامِ اللَّيل

 كثرةُ المعاصي

فكثرة المعاصي تنفر من الطاعات حيث يستولي الشيطان على العبد، وتشق عليها الطاعات، فمن رغب في قيام الليل، فليحفظ جوارحه عن الحرام.

إطالةُ السَّهَر بالليل

فلا يستطيع الشخص القيام ولو قام يكون قيامه متثاقلا لا يعقل صلاته.

آداب قيام الليل

النية الصادقة

أن ينوي نية صادقة عند نومه أن يصلي بالليل. فمن فعل ذلك وغلبه النوم كتب الله له ما نوى.

الدعاء

أن يمسح النوم عن وجهه عند الاستيقاظ، ويتسوك، وينظر في السماء ثم يدعو بما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن ‌ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

(كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، ‌أَنْتَ ‌نُورُ ‌السَّمَاوَاتِ ‌وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ،

أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ. اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ. أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)[متفق عليه].

افتتاح الصلاة بركعتين خفيفتين

يفتتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين، فعن ‌أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (‌إِذَا ‌قَامَ ‌أَحَدُكُمْ ‌مِنَ ‌اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)[رواه مسلم].

إيقاظ الأهل

أن يوقظ أهله فطوبى لرجل أعان زوجته على الصلاة بالليل، وطوبى لزوجة أعانت زوجها على السجود في جوف الليل.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ ‌فَصَلَّى، ‌وَأَيْقَظَ ‌امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ، نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى، نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ)[رواه أبو داود وصححه الألباني].

النوم عند غلبة النعاس

أن يترك الصلاة وينام إذا غلبه النعاس، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (‌إِذَا ‌قَامَ ‌أَحَدُكُمْ ‌مِنَ ‌اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ فَلْيَضْطَجِعْ)]مسلم[.

عدم المشقة على النفس

أن لا يشق على نفسه بل يقوم من الليل بقدر طاقته ويداوم على ذلك، فخير الأعمال أدومها وإن قلت، فعن ‌عائشة -رضي الله عنها- قالت:

(دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ. فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: امْرَأَةٌ لَا تَنَامُ، تُصَلِّي. قَالَ: عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا يَمَلُّ ‌اللهُ ‌حَتَّى ‌تَمَلُّوا، وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ) [متفق عليه].

ترك قيام الليل خشية الرياء

لا يحملنك الحرص على إخفاء الطاعة وخشية الرياء على تركها، فقد كان السلف الصالح يقومون الليل، بل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك، وللإنسان أن يفعل ما أمره الله به، على الوجه الشرعي.

فإخفاء العبادة مستحب، لكن ليس إلى درجة الغلو في ذلك، فترك قيام الليل خشية أن يطلع عليها غيرك ونحوه، هذا كله مما قد يدخل في الغلو المذموم.

فالشارع رغب في إخلاص العمل، وإخفاؤه معين على ذلك، لكن الشارع لم يمنع من إظهار العمل، بل قد يكون إظهاره أولى وأفضل أحيانا؛ كأن يكون المرء قدوة، فيظهر عمله ليقتدي به إخوانه وأصحابه وأهل بيته وغيرهم. وهكذا.

مواضيع ذات صلة