السير للمسجد من أجل الصلاة له الكثير من الفضائل حيث لا يخطو المسلم خطوة إلا حط الله عنه بإحدى خطوتيه خطيئة ورفعه بالأخرى درجة.
المشي للمسجد لصلاة العشاء والفجر
عن بريدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)[أبو داود]
لقد بشر النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين يكثرون من المشي إلى المساجد في ظلام الليل لأداء صلاة العشاء والفجر بتمام النور يوم القيامة وهؤلاء هم الذين عناهم الله بقوله:
(يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ).
وأما الذين لا يمشون في الظلمات لأداء صلاة العشاء والفجر فهؤلاء هم المنافقون؛ لأنهم لا ينشطون للطاعة إذا لم يشاهدهم الناس.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا،
ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلا يؤم الناس، ثم آخذ شعلا من نار، فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد)[البخاري]
وكانت هاتان الصلاتان تؤديان في ظلام الليل فلم يكن هناك مصابيح تحول الليل إلى نهار، فهؤلاء لا يجدون النور الذين ينير تحت أرجلهم يوم القيامة قال الله عن هؤلاء المنافقين:
(يَوۡمَ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ).
فضل المشي إلى المساجد
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه: إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة)[مسلم]
وعن أبي بن كعب قال: كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة.
قال: فقيل له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء، وفي الرمضاء قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قد جمع الله لك ذلك كله)[مسلم]
وهذا الحديث يدل على أن الإنسان يثاب على المشي من رجوعه من المسجد إلى البيت.
كتابة الخطى للمسجد
عن جابر بن عبد الله قال: (خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد.
فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لهم: (إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد!)
قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك. فقال: (يا بني سلمة، دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم)[مسلم]
فهذه الديار تكتب آثار الإنسان وهذا دليل على أن الأماكن تشهد على العبد أو له يوم القيامة.
إعداد المنزل في الجنة
من ذهب للمسجد للصلاة والعبادة وذكر الله أو رجع منه أعد الله له منزله في الجنة كلما ذهب للمسجد وكلما رجع منه.
عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من غدا إلى المسجد وراح، أعد الله له نزله من الجنة، كلما غدا أو راح)[البخاري]
قال ابن بطال: “فيه: الحض على شهود الجماعات، ومواظبة المساجد للصلوات؛ لأنه إذا أعد الله له نزله فى الجنة بالغدو والرواح، فما ظنك بما يُعِدُّ له ويتفضل عليه بالصلاة فى الجماعة واحتساب أجرها والإخلاص فيها لله تعالى”.
محو الخطايا ورفع الدرجات
عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟)
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط)[مسلم]
فإسباغ الوضوء على المكاره: أي يكون بالوضوء في البرد الشديد مثلا.
وكثرة الخطا: يراد بها أن يكون بعيد الدار عن المسجد فيسير كثيرا، أو يكون المراد أنه يكثر من التردد على المسجد كلما راح غدا إليه.
وانتظار الصلاة: أي يكون مهتما بأمرها خائفا من أن يفوته فاضل وقتها، قال الله: (رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ).
فذلكم الرباط: أي المواظبة على هذه الأمور تكون كالجهاد في سبيل الله.
مرتاد المسجد ممن يظلهم الله بظل عرشه
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سبعة أصنام من الناس يظلهم الله بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
وذكر منهم رجل قلبه معلق بالمساجد، أي شديد الحب لها شديد الملازمة لأداء الجماعة فيها، فقال:
(سبعة يظلهم الله في ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه،
ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه)[البخاري]
فضل القعود في المسجد لانتظار الصلاة
من جلس في المسجد ينتظر الصلاة نال فضل صلاة الملائكة عليه، وصلاة الملائكة معناها أنها تدعو له بالرحمة ما لم ينتقض وضوؤه.
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الملائكة تصلي على أحدكم، ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، مالم يحدث فيه، تقول اللهم اغفر له، اللهم ارحمه)[البخاري]
للاطلاع على المزيد: